تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

الخاتمة

صفحة 622 - الجزء 2

الخاتمة

  الحمد لله القائل: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ}⁣[التوبة: ١٢٢]، والصلاة والسلام على من أكرمنا الله برسالته، وأعزنا بدينه، وعلى آله وصحبه الراشدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

  أولا: يعد الكتاب من أهم كتب الفقه المقارن، وخاصة فقه أئمة الزيدية، وابن بهران وشيخه الإمام شرف الدين ضربا قمة التسامح، وحمل الآخر على السلامة، وعدم التجريح عند نقل الأقوال المخالفة لهم.

  ثانيا: عاش ابن بهران في القرن العاشر الهجري، في عصر ازدهر فيه العلم؛ حيث كثرت المكتبات العلمية، والوقوفات على العلماء والمتعلمين، واهتمام الدولة بتكريم المؤلفين كما حدث لابن بهران حين تم تكريمه عند قدومه حاملا معه أحد مؤلفاته.

  ثالثا: ألف ابن بهران في كل فن من فنون العلم: من تفسير، وحديث، وفقه، وأصول فقه، ونحو، وصرف، وبلاغة، وغيرها.

  رابعا: كتاب «تفتيح القلوب والأبصار» هو شرح لمختصر الأثمار الذي اختصر به الإمام شرف الدين كتاب الأزهار للإمام المهدي بن يحيى بن المرتضى.

  خامسا: لاحظت للإمام شرف الدين آراء تخصه قد يخالف فقه أئمة الزيدية؛ فالمذهب الزيدي يحرم التقليد، ويوجب الاجتهاد على القادر على ذلك؛ فالتقليد إنما يجوز لغير المجتهد لا للمجتهد، ولو وقف على نص من هو أعلم منه.

  سادسا: يعتبر الكتاب موسوعة فقهية ضخمة، لا تكاد تخلو مسألة من مسائله المطروحه إلا وتكلم فيها، وذكر الخلاف فيها وأدلتها.

  سابعا: للإجازات العلمية والتنقل في الأخذ على العلماء على اختلاف مذاهبم دورٌ في توسيع مدارك الشخص، كما هو حاصلٌ في شخصية ابن بهران، وشيخه الإمام شرف الدين.

  ثامنا: تضمن القسم الثاني من الكتاب وهو النص المحقق خطبة الكتاب، ومقدمته،