باب الوضوء
  وفي رواية النسائي عنها أن ر سول الله ÷ كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ(١). وفي أصول الأحكام، والشفاء عن أم سلمة أن رسول الله ÷ كان يقبلها وهو صائم ثم لا يفطر ولا يحدث وضوءا(٢). وفي صحيح مسلم وغيره عن عائشة قالت: فقدت رسول الله ÷ من الفراش فالتمسته فوقعت يدي في باطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان ... الحديث(٣).
  قلت: وللشافعية في هاتين المسألتين تفاريع تركت إيرادها؛ لأنها(٤) على خلاف المذهب(٥).
[مسألة الوضوء مما مسته النار والخلاف في ذلك]
  ومنها: أكل ما مسته النار، ذهب إلى ذلك جماعة من الصحابة وغيرهم من المتقدمين(٦)؛ لما رواه أبو هريرة: سمعت رسول الله ÷ يقول: «توضؤوا مما مسته النار». أخرجه مسلم والنسائي(٧)، وعن عائشة: قال
(١) النسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب من القبلة ص ٣٣ رقم (١٧٠).
(٢) أصول الأحكام ١/ ٤٥ رقم (١٤٤)، وشفاء الأوام ١/ ٨٤، باب نواقض الوضوء، وأخرجه أحمد في مسنده ١٠/ ٢٢٢ رقم (٢٦٧٨١).
(٣) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَقَدْت رَسُولَ اللَّهِ ÷ لَيْلَةً فِي الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْته فَوَقَعَتْ يَدِي فِي بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاك مِنْ سَخَطِك، وَبِمُعَافَاتِك مِنْ عُقُوبَتِك، وَأَعُوذُ بِك مِنْك لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْك، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْت عَلَى نَفْسِك». أخرجه مسلم، كتاب الصلاة - باب ما يقال في الركوع والسجود ٢/ ٥١ رقم (١١١٨)، وابن حبان في صحيحه، باب ذكر ما يستحب للمصلي أن يتعوذ برضاء الله جل وعلا من سخطه في سجوده ٥/ ٢٥٨ رقم (١٩٣٢)، والدارقطني في سننه، كتاب الطهارة - باب صفة ما ينقض الوضوء وما روي في الملامسة والقبلة ١/ ١٤٣ رقم (٣٣)، وابن أبي شيبة، كتاب الدعاء ٦/ ١٩ رقم (٢٩١٤٠)، وأبو يعلى في مسنده ٨/ ٤٨ رقم (٤٥٦٥)، وغيرهم.
(٤) في (ب، ج): لكونها على خلاف.
(٥) البحر الزخار ١/ ٩٥، والمجموع ٢/ ٢٦، والمهذب ١/ ٩٨.
(٦) وهم عبد الله بن عمر، وأبو هريرة، وعائشة، وأبو طلحة، وأبو موسى، والحسن البصري، والزهري، وعمر بن عبد العزيز، وأبو مجلز، وأبو قلابة. ينظر: البحر الزخار ١/ ٩٦، ومصنف عبد الرزاق ١/ ١٧٢، ومصنف ابن أبي شيبة ١/ ٥٣، وعيون المجالس ١/ ١٥٠، والمغني ١/ ١٨٤، والمجموع ٢/ ٦٦، وشرح معاني الآثار ١/ ٦٢.
(٧) مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب الوضوء مما مست النار ص ١٨٨، ١٨٩ رقم (٣٥٢)، والنسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب الوضوء مما غيرت النار ص ٣٣ رقم (١٧٤)، وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب التشديد في ذلك ص ٤٩ رقم (١٩٣)، والترمذي في سننه، كتاب أبواب الطهارة - باب ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار ص ٢٣ رقم (٧٩)، والبيهقي في سننه، كتاب =