باب النجاسات
  إذا أمكنت من دون ضرر(١)، وأما ما انفصل مما قد زالت عنه الحياة فقال الإمام أحمد بن الحسين: هو طاهر(٢)، والمصحح للمذهب أنه نجس، لكن يعفى عن القليل منه؛ لمشقة الاحتراز(٣). قيل: والقليل هو كقدر حبة الذرة فما دون(٤).
[حكم عظم الميتة]
  فرع: واختلف علماء الكلام في العظام: فذهب بعضهم إلى أن الحياة تحلها(٥)؛ واستدلوا على ذلك بأنها تنمو وتألَّم، وبقوله تعالى: {يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}(٦).
  وذهب آخرون إلى أن الحياة لا تحلها(٧). وأجابوا بأن النمو لا يدل على الحياة؛ إذ النبات ينمو ولا حياة فيه، وبأن التألم إنما هو للمجاورة والاتصال بما تحله الحياة(٨). وأما الآية الكريمة فمجاز كقوله تعالى: {وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}(٩)؛ لما تقدم من أن(١٠) الحياة تحتاج إلى بنية مخصوصة.
  تنبيه: وأما المشيمة فليست بائن حي على الصحيح كما تقدم، لكنها مقيسة عليه(١١). والله أعلم.
[حكم فأرة المسك]
  مسألة: اختلف في فأرة المسك(١٢) فظاهر [المذهب](١٣) أنها نجس؛ إذ هي
(١) انظر: البيان الشافي ١/ ٤١.
(٢) انظر: شرح الأزهار ١/ ٣٧، والبيان الشافي ١/ ٤١ - ٤٢.
(٣) انظر: شرح الأزهار ١/ ٣٧، والبيان الشافي ١/ ٤٢.
(٤) انظر: شرح الأزهار ١/ ٣٧، والبيان الشافي ١/ ٤٢.
(٥) وهو قول الزيدية. ينظر: الانتصار ١/ ٤١٩ - ٤٢٠، والبحر الزخار ١/ ١٤.
(٦) سورة يس: ٧٨.
(٧) وهو قول أبي حنيفة وأصحابه. ينظر: مختصر الطحاوي ص ١٧.
(٨) انظر: الانتصار ١/ ٤١٩ - ٤٢٠، والمعاني البديعة في اختلاف الشريعة ١/ ١٠٣، للإمام جمال الدين محمد عبد الله الريمي، تحقيق ودراسة: د. محمد عبد الواحد الشجاع - اصدارات وزارة الثقافة والسياحة - صنعاء - (١٤٢٥ هـ/٢٠٠٤ م).
(٩) سورة الروم: ٥٠.
(١٠) في (ب): لما تقدم أن.
(١١) انظر: شرح الأزهار ١/ ٣٧، والبيان الشافي ١/ ٣٦.
(١٢) فأرة المسك: هي جلدة تقطع مع المسك من غزالة. انظر: شرح الأزهار ١/ ٣٧.
(١٣) في (ج): أهل المذهب.