تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[باب: صلاة الاستسقاء]

صفحة 454 - الجزء 2

[باب: صلاة الاستسقاء]

  قوله أيده الله تعالى: (وكذا أربع للاستسقاء، لكن بتسليمتين⁣(⁣١)، وفي الجبانة، وجأر⁣(⁣٢) بدعاء واستغفار، وتحويل الإمام رداءه راجعًا، تاليًا للمأثور) أي وكذا يصلى باستحباب، ولو سرا وفرادى، للاستسقاء أربع ركعات بتسليمتين ... إلى آخره.

  قال في الغيث: اعلم أن هذه الصلاة، وإن كانت مشروعة عندنا، فليست في التأكيد كصلاة الكسوف، ولهذا لم نفرد لها فصلا.

  وقلنا: ويستحب، ولم نقل: ويسن؛ لأن المسنون آكد من المستحب. انتهى. والأصل في شرع الاستسقاء قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ}⁣(⁣٣)، قال الإمام يحيى: وشرع من قبلنا يلزمنا، ما لم ينسخ عنا⁣(⁣٤).

  ومن السنة: أخبار كثيرة: منها: ما روي عن ابن عباس أنه سئل عن استسقاء رسول الله ÷، فقال: خرج رسول الله ÷ مبتذلًا، متواضعًا، متضرعًا، حتى إذا⁣(⁣٥) أتى المصلى، فَرَقِيَ المنبر، فلم يخطب كخطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء، والتضرع، والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد. وزاد في رواية: متخشعًا⁣(⁣٦). أخرجه الترمذي، ولأبي داود، والنسائي قريب منه.

  وعن أنس قال: أصابت الناس سَنَةٌ⁣(⁣٧) على عهد رسول الله ÷، فبينا النبي ÷ يخطب يوم الجمعة، قام أعرابي فقال:


(١) في (ب، ج): بتسليمين.

(٢) في (ب، ج): وجؤار. والجأر: رفع الصوت بالدعاء، والجؤار: قيءٌ وسُلاح يأخذ الإنسان. القاموس المحيط ص ٣٣٨.

(٣) سورة البقرة: ٦٠.

(٤) الانتصار ٤/ ٤١٩.

(٥) في (ب، ج): حتى أتى المصلى.

(٦) سنن الترمذي ص ١٣٩ رقم (٥٥٨)، كتاب أبواب السفر - باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، وقال: حديث حسن، وسنن أبي داود ص ٢٠٤ رقم (١١٦٢)، كتاب صلاة الاستسقاء - باب جماع صلاة الاستسقاء وتفريعها، وسنن النسائي ص ٢٦٧ رقم (١٥٠٧)، كتاب الاستسقاء - باب جلوس الإمام على المنبر للاستسقاء، وسنن ابن ماجة ص ١٨٧ رقم (١٢٦٦)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، وصححه ابن خزيمة ٢/ ٣٣١ رقم (١٤٠٥).

(٧) السنة: القحط والجدب. القاموس المحيط ص ١١٩٢.