تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

الباب الأول

صفحة 29 - الجزء 1

  ثالثا: الصناعة: عنيت اليمن بعديد من الحرف والصناعات التي لقيت اهتماما كبيرًا من قبل الدولة وعامة الناس؛ لأهميتها في حياتهم اليومية، ومن ذلك الصناعات المعدنية مثل القناديل المصنوعة من الذهب والفضة الخالصة. كما صنع الناس حلي نسائهم وطرزوا ملابسهم بالذهب والفضة، وكذا الحديد والنحاس، فقد كثر استخدام منتجاته المختلفة، ومن أهمها: جبل حديد القريب من مدينة عدن، وكذلك صناعة الأسلحة الحديدية المتعددة الأغراض. وكانت صناعة الأسلحة الحديدية من أكثر ما اشتهرت به اليمن بعد أن ذاع صيتها في داخل اليمن وخارجها. وقد تغنى الشعراء بالسيف اليماني وجودته منذ القدم، وبالإضافة إلى السيف صنع من الحديد أسلحة أخرى، مثل الرمح (والجنبية) الخنجر والقوس.

  كما كان للثروة الحيوانية التي تميزت بها اليمن دور في ازدهار صناعة المنسوجات وإنتاج مختلف أنواع الأقمشة، وكذا للتطور الزراعي الذي شهدته اليمن دور أيضًا في الحصول على أنواع القطن والكتان، وفضلا عن ذلك لقيت صناعة الزجاج شهرة في اليمن ووجدت معامل لتصنيعه، وذلك صناعة الخزف والفخار، فقد انتعشت في ذلك العصر⁣(⁣١).

  رابعا: التجارة: شهدت اليمن حركة انتعاش تجارية كبيرة ساعد في إحيائها موقع اليمن المهم في الجزء الجنوبي لمدخل البحر الأحمر، وتحكم اليمن بموقعها هذا المعروف بمضيق باب المندب بخطوط التجارة العالمية القادمة من مصر وغيرها، وكذلك السفن القادمة من الهند والصين والساحل الشرقي لأفريقيا، وأصبحت اليمن ملتقى لجميع تلك السفن التجارية التي كانت ترسو ببضائعها في ميناء عدن لتصريفها داخليا؛ ولإعادة شحنها إلى الخارج⁣(⁣٢).

المبحث الخامس: الحالة العلمية:⁣(⁣٣)

  شكل التعليم جانبًا مهما من جوانب الحياة الاجتماعية في حياة العديد من


(١) انظر: نهاية الأرب في فنون الأدب لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري ص ٢٠٣ - ٢٠٤.

(٢) المدارس الإسلامية في اليمن لإسماعيل الأكوع - مؤسسة الرسالة - صنعاء - مكتبة الجيل الجديد - ط ٢ (١٩٨٩ م) ص ٣٧٠.

(٣) انظر: التعليم في اليمن في عصر الدولة الطاهرية من (٨٥٨ - ٩٢٣ هـ/١٤٥٤ - ١٥١٩ م) ص ٦٧ - ١٥٥، لرياض على سعيد المشرقي - اصدارات وزارة الثقافة والسياحة - صنعاء - (١٤٢٥ هـ/٢٠٠٤ م). وبغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد ص ٢٣٠ - ٢٣١ - السلسلة التراثية - الكويت - (١٩٨٢ م). والمدارس الإسلامية في اليمن ص ٣٣٠ - ٣٣١.