تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

فصل: [في استحباب البدء بالتسمية]

صفحة 94 - الجزء 1

فصل: [في استحباب البدء بالتسمية]

  وقد استدل على استحباب البداية بالتسمية في كل أمر ذي بال: بالعقل، والنقل.

  أما العقل: فلأن الباري جل وعلا لما كان هو المنعم علينا بأصول النعم⁣(⁣١) وفروعها كان اللائق منا أن نبتدئ باسمه تبركًا بذكره.

  وأما النقل: فمن الكتاب العزيز قوله تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}⁣(⁣٢)، وقوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}⁣(⁣٣). والصحيح أنا متعبدون بشريعة من قبلنا ما لم تنسخ. وقوله ø: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}⁣(⁣٤)، وقوله: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}⁣(⁣٥)، {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}⁣(⁣٦)، {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ}⁣(⁣٧) ... إلى غير ذلك.

  وأما من السنة: فالحديث المشهور عن النبي ÷: «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر»⁣(⁣٨). أي [مقطوع البركة]⁣(⁣٩)، ومعنى ذي بال: مقصود فعله [إلى غير ذلك]⁣(⁣١٠).


(١) أصول النعم عند المتكلمين هي:

١ - خلق الحي.

٢ - خلق حياته.

٣ - خلق قدرته.

٤ - خلق شهوته.

٥ - تمكينه من المشتهيات.

٦ - إكمال عقله. فالخمسة الأول تكون نعمة بغير السادس، والسادس لا يكون نعمة إلا معها. وأما فروع النعم فلا تحصى. ينظر: مفتاح السعادة، للعلامة العجري ١/ ٨٩٨.

(٢) سورة العلق: ١.

(٣) سورة النمل ٣٠.

(٤) سورة الأنعام: ١١٨.

(٥) سورة الأنعام: ١١٩.

(٦) سورة الأنعام: ١٢١.

(٧) سورة المائدة: ٤.

(٨) مسند أحمد ٣/ ٢٨١ رقم (٨٧٢٠)، مسند أبي هريرة، بلفظ: «لا يفتتح بذكر الله»، وسنن ابن ماجة: لأبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني - تحقيق: محمد عبد الباقي - دار الكتب العملية - بيروت ١/ ٦١٠ رقم (١٨٩٤)، كتاب النكاح - باب خطبة النكاح، وفيه بالحمد، وصحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، كتاب الطهارة - باب الاستطابة، لمحمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي (ت: ٧٣٩ هـ) - مؤسسة الرسالة - بيروت - ط ٢ (١٤١٤ هـ/١٩٩٣ م) ١/ ١٧٣ رقم (١)، باب ما جاء في الابتداء بحمد الله تعالى، والمعجم الكبير للطبراني ١٩/ ٧٢ رقم (١٤١)، وعبد الرزاق في المصنف ٦/ ١٨٩ رقم (١٠٤٥٥)، باب القول عند النكاح، ١١/ ١٦٣ رقم (٢٠٢٨) باب خطبة الحاجة - تشقيق الكلام، للحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني ومعه كتاب الجامع للإمام معمر بن راشد الأزدي، رواية الإمام عبد الرزاق الصنعاني - المكتب الإسلامي - بيروت - ط ٢ (١٤٠٣ هـ/١٩٨٣ م).

(٩) في (ج): ومقطوع ومنزوع البركة، وفي (ش) بحذف كلمة: مقطوع.

(١٠) في (ج): وقيل: غير ذلك.