تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

فصل: [في تقليد المجتهد]

صفحة 158 - الجزء 1

فصل: [في تقليد المجتهد]

  (وإنما يقلد مجتهد عدل مرجح له دينا غالبا) أي لا يجوز للمقلد أن يقلد إلا من جمع الأوصاف المذكورة.

  والمجتهد: هو من يمكنه استنباط الأحكام الشرعية عن أدلتها وأماراتها.

  وإنما يتمكن من ذلك من جمع علومًا خمسة:

  أولها: علم العربية من: لغة، ونحو، وتصريف، والمعتبر منها ما يتمكن به من معرفة الكتاب والسنة⁣(⁣١).

  وثانيها: معرفة الآيات المتضمنة للأحكام الشرعية بخصوصها⁣(⁣٢)، وهي خمس مائة آية⁣(⁣٣).

  والمراد بالآية هنا الكلام المرتبط بعضه ببعض، وإن كان أكثر من آية اصطلاحية.

  ولا يشترط معرفة ما يستنبط⁣(⁣٤) من الأحكام الشرعية من غير الخمسمائة المذكورة كما فعله الحاكم أبو سعيد⁣(⁣٥) وغيره، وليس من شرط المجتهد أن يحفظها في صدره، بل يكفيه أن يكون عالمًا بمواضعها؛ ليتمكن من مطالعتها عند الحاجة⁣(⁣٦).

  قال: وثالثها: أن يكون عالمًا بالسنة النبوية من قول النبي ÷


(١) في (ب): معرفة معاني الكتاب والسنة.

(٢) قال في شرح الأزهار ١/ ٨: أعني التي هي واردة في محض الأحكام، وتؤخذ من ظواهرها وصرائحها.

(٣) قال الإمام المهدي في البحر ١/ ٤٥٦: وتظاهرت أقوالهم أن جملتها خمسمائة آية، وتتبعناها فوجدناها كذلك. قلت: جمعها الإمام المهدي في كتاب الانتقاد للآيات المعتبرة للاجتهاد، وشرحه بـ كتاب المستجاد في شرح الانتقاد للآيات المعتبرة في الاجتهاد، ومنه نسخة بمكتبة السيد العلامة مجد الدين المؤيدي، وللعلامة يوسف بن أحمد "الثمرات اليانعة في تفسير آيات الأحكام" طبع، وكذلك للعلامة عبد الله بن محمد النجري "شافي العليل في شرح الخمسمائة من التنزيل"، وقد جمع السيد محمد بن إبراهيم الوزير آيات الأحكام في كتاب، وشرحها العلامة الحسين بن القاسم بن محمد في كتاب "منتهى المرام" طبع، ولكنه عَدَّها مائتين وأربعين آية.

وأحكام القرآن لأبي بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي (ت: ٥٤٣)، وأحكام القرآن لأبي الحسن علي بن محمد الطبري المعروف بالِكَيا الهرَّاس (ت: ٥٠٤ هـ)، وكتاب أحكام القرآن للجصاص الحنفي، والجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد أحمد الأنصاري القرطبي، إلا أنه فسر القرآن كاملا. ينظر: مصادر الفكر ص ٢٢، وأعلام المؤلفين الزيدية ص ٢٠٨.

(٤) في (ب): ما يستنطبه.

(٥) في (ب): الحاكم أبو سعد.

(٦) ينظر: شرح الأزهار ١/ ٨.