باب النجاسات
  وقيل: إن الأرض مع الشمس والريح تحيل النجس فيطهر(١).
  قلنا: ما استحال طهر لا بلة المكان.
  قالوا: قال ÷: «جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا»(٢). قلنا: بالتيمم أو بالإحالة(٣).
[ما يطهر بالاستحالة]
  مسألة: ومما يطهر بالاستحالة التامة أجواف الجلالات المأكولة ورجيعها، وهي تغير(٤) اللون والريح والطعم إلى غير ما كانت عليه، وذهاب آثار الجل بالكلية.
  وعن الناصر يطهر جوف الناقة والبقرة بمضي أربعة عشر يوما، والشاة بمضي سبعة أيام، والدجاجة بمضي ثلاثة أيام(٥).
  وعن المنصور بالله(٦): إذا وضعت الدجاجة في ماء حار خرج ما في بطنها، وطهر جوفها(٧).
(١) وهو قول أبي حنيفة، وقول للشافعي. انظر: البحر الزخار ١/ ٢٥، والانتصار ١/ ٤٥٩، والبحر الرائق ١/ ٤٤٩، والهداية ١/ ٣٧، والمهذب ١/ ١٧٨.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التيمم - باب قوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَآءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} ١/ ١٢٨ رقم (٣٢٨)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ١/ ٣٧٠ رقم (٥٢١)، وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الصلاة - باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ٢/ ١٣١ رقم (٣١٧)، والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب الطهارة - باب التيمم بالصعيد الطيب ١/ ٢١٢ رقم (٩٥٨)، وابن ماجة، كتاب الطهارة وسننها - أبواب التيمم - باب ما جاء في السبب ١/ ١٨٦ رقم (٥٦٧)، وأحمد في مسنده ١/ ٦٤٤ رقم (٢٧٤٢)، ومصنف عبد الرزاق ١/ ٣٢ رقم (٩٨).
(٣) في (ب): أو بالاستحالة.
(٤) في (ب، ج): وهو تغير.
(٥) انظر: البحر الزخار ٥/ ٣٣٤ (باب الأطعمة، فصل ما يحل صيده)، وشرح الأزهار ٤/ ٩٨، والتذكرة الفاخرة ص ٥٨٥.
(٦) يغني عند المنصور بالله عن حبس الدجاجة أن نغمس رجلاها في ماء حار فإنها نذرق ما في بطنها. الكواكب (خ)، شرح الأزهار ٤/ ٩٨ (الهامش).
(٧) في (ب، ج): وطهر ما في جوفها.