تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

المقدمة

صفحة 15 - الجزء 1

  

المقدمة

  الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللهُ فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأخيار صلاة وسلاما دائمين إلى يوم المآب، وبعد:

  يتبوأ علم الفقه مرتبة رفيعة بين العلوم الإسلامية؛ حيث يحتوي على الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات التي تنظم حياة الإنسان وعلاقته المختلفة بربه، وبنفسه، وبأهله وعشيرته، وبأبناء دينه وجنسه، وبما حوله من المخلوقات.

  وقد حث الله تعالى على التفقه في الدين، قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}⁣(⁣١). وقال ÷: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»⁣(⁣٢).


(١) سورة التوبة: ١٢٢.

(٢) البخاري ص ٣٧ رقم (٦٧) - كتاب العلم - باب العلم قبل القول والعمل؛ لقول الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}⁣[محمد: ١٩]، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - دار البيان العربي - ط ١ (١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م). ومسلم ص ٤٣٧ رقم (١٠٣٧)، كتاب الزكاة - باب النهي عن المسألة، للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، (ت: ٢٦١ هـ) - دار إحياء التراث - ت. ط (١٤٢٠ هـ/٢٠٠٠ م)، وسنن الترمذي ص ٥٨٧ رقم (٢٦٤٥)، كتاب العلم عن رسول الله ÷ باب إذا أراد الله بعبد خيرا يفقهه في الدين، وسنن ابن ماجة ص ٣٧ رقم (٢٢٠)، كتاب المقدمة - باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، للحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني (ت: ٢٧٣ هـ) - دار ابن حزم - ط ١ (١٤٢٢ هـ/٢٠٠١ م). ومسند الإمام أحمد ١/ ٣٠٦ رقم (٢٧٩١) - المكتبة التجارية - مكة المكرمة - ط ٢ - بدون تاريخ.