تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب المياه

صفحة 286 - الجزء 1

  والثاني: أنه نجس؛ لقلته وعدم جريه، ورجحه الفقيه محمد بن سليمان، وقيل: إن وقعت النجاسة فيه حال فيضه فطاهر، وإن وقعت فيه قبل الفيض ثم فاض فنجس.

[تحديد الماء القليل والكثير والخلاف في ذلك]

  تنبيه: قد اختلف في تحديد القليل والكثير من الماء على قول من يفرق بينهما، فقيل: القليل ما يغلب على الظن أن القوافل الكبار تستوعبه شربًا وطهورًا، والكثير بخلافه كالآبار النابعة، والأنهار الجارية، والبرك الواسعة⁣(⁣١). وهذا الحد أطلقه القاضي زيد⁣(⁣٢) في الشرح، وحكاه في شرح الإبانة عن الهادي.

  وقدرت القوافل الكبار بقافلة بدر، وهم ثلاثة مائة وبضعة عشر رجلاً، وستون راحلة، وفرسان. قيل: و [قد]⁣(⁣٣) قدر بستة أذرع طولاً ومثلها عرضًا ومثلها عمقا.

  وعن الحنفية: أن الكثير هو ما إذا حُرِّكَ أحد جنبيه⁣(⁣٤) لم يتحرك الجانب الآخر⁣(⁣٥). قيل: باليد⁣(⁣٦)، وقيل: بالاغتسال⁣(⁣٧).

  وفي مجمع البحرين ويقدر بعشرة أذرع طولاً ومثلها عرضًا، وعمقه⁣(⁣٨) بما لا ينحسر بالغرف.

  قال القاضي زيد: وكلامهم يقرب من قولنا.

  وعن الإمامية والحسن بن صالح: أن الكثير كرٌّ، وهو ثلاثة آلاف رطل⁣(⁣٩)، وهذه الأقوال ليس لشيء منها دليل واضحٌ. والله أعلم.


(١) الانتصار ١/ ٢٥٨، ٢٥٩.

(٢) القاضي زيد بن محمد بن الحسن الكلاري، نسبة إلى مدينة من بلاد الجيل في جبال طبرستان، أحد علماء الزيدية في الجيل والديلم، فقيه، حافظ، مسند، إمام حجة، كان صاحب فقه ورواية، وقد تعمَّر، توفي في (ق ٥ هـ). من مؤلفاته: (الجامع في الشرح، وهو المعروف بشرح التحرير، وشرح القاضي زيد). انظر: أعلام المؤلفين الزيدية ٤٤٩ - ٤٥٠ برقم (٤٣٨)، وطبقات الزيدية القسم الثالث ١/ ٤٥٣ رقم (٢٦٣).

(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب، ج).

(٤) في (ب، ج): جانبيه.

(٥) انظر اللباب شرح الكتاب ١/ ٢٠، وفتح القدير ١/ ٧٠، والهداية ١/ ٢١.

(٦) وهو قول أبي يوسف. الهداية ١/ ٢١.

(٧) وهو قول محمد بن الحسن الشيباني. الهداية ١/ ٢١.

(٨) في (ب، ج): وعمقا.

(٩) انظر: الناصريات ص ٦٩، ٧٠، واللمعة الدمشقية ١/ ٢٥٤.