تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

فصل: [أفضل النوافل]

صفحة 465 - الجزء 2

  من خيفته⁣(⁣١). وعند سماع الصواعق: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.

  ويكره سب الريح، والإشارة إلى البرق⁣(⁣٢)؛ لأخبار وآثار في ذلك. والله الموفق.

فصل: [أفضل النوافل]

  (وأفضل نفلها ما مَرَّ) أي أفضل نفل الصلاة مَا مَرَّ، يعني ما شرعت فيه الجماعة، كصلاة الكسوف اتفاقًا، وصلاة العيد، على القول بأنها سنة، وكذا صلاة الاستسقاء على رأي⁣(⁣٣)، وأما المؤلف أيده الله فقد اختار كجده أنها مستحبة فقط؛ ووجه أفضلية هذه الصلوات على العموم مشروعية الجماعة فيها، فأشبهت بذلك الفرائض، وصلاة العيد على الخصوص؛ كونه قد قيل بوجوبها، وصلاة الكسوف؛ لمواظبة النبي ÷ عليها. وهذا الذي اختاره المؤلف أيده الله تعالى خلاف ما اختاره جده المهدي في البحر، حيث قال: مسألة: والرواتب أفضل مما تسن فيه الجماعة؛ لما مر⁣(⁣٤).

  وأراد بما مر حديث عائشة، أن رسول الله ÷ قال: «اكلفوا⁣(⁣٥) من العمل ما تطيقونه؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا⁣(⁣٦)، وإن أحب العمل إلى الله أدومه، وإن قل». أخرجه الستة، واللفظ لأبي داود⁣(⁣٧)، وفي معناه أحاديث كثيرة.


(١) ينظر: المهذب ١/ ٤١٠، وروضة الطالبين ص ١١٠.

(٢) روضة الطالبين ص ٢١٩، والبحر الزخار ٢/ ٨٣.

(٣) وهو رأي الشافعية. ينظر: المهذب ١/ ٢٧٦، وروضة الطالبين ص ١٤٨، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٨.

(٤) البحر الزخار ٢/ ٣٣.

(٥) في هامش الأصل: قال في غريب الحديث بجامع الأصول: كَلِفْتُ بهذا الأمر، أكلَفُ به: إذا أُولعت به. تمت، جامع الأصول ١/ ٣٠٣.

(٦) في هامش الأصل: قال في جامع الأصول ١/ ٢٠٢: المراد بهذا الحديث أن الله لا يمل أبدًا، مللتم أو لم تَمِلوا، فجرى مجرى قولهم: لا أفعله حتى يشيب الغراب، ويَبْيَضَّ القار. وقيل: معناه: إن الله لا يطرحكم حتى تتركوا العمل له وتزهدوا في الرغبة، فسمى الفعلين مللاً، وكلاهما ليس بملل، كعادة العرب في وضع الفعل موضع الفعل. إذا وافق معناه.

(٧) سنن أبي داود ص ٢٣٩ رقم (١٣٦٥)، كتاب التطوع - باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة، وصحيح =