تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب صلاة العيد

صفحة 411 - الجزء 2

باب صلاة العيد

  العيد: مأخوذ من عود المسرة، وأصله عِود بكسر العين، فقلبت الواو ياء؛ لسكونها بعد كسرة⁣(⁣١). وفي الحديث عن أنس قال: قدم رسول الله ÷ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان»؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. قال: «قد أبدلكم الله خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر»⁣(⁣٢). أخرجه أبو داود، والترمذي؛ والأصل في صلاة العيد: الكتاب، والسنة، والإجماع.

  أما الكتاب: فقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢}⁣(⁣٣) قيل: أراد صلاة العيد ونحر الأضحية⁣(⁣٤).

  وأما السنة: فمواظبة النبي ÷ على فعلهما.

  وأما الإجماع: فلا خلاف أنها مشروعة في الجملة⁣(⁣٥).

  قيل: واليومان اللذان كانا عيدين للجاهلية: أحدهما: أول يوم من المحرم؛ إذ هو أول السنة. والثاني: أول يوم من رجب؛ إذ هو أول النصف الثاني من السنة⁣(⁣٦).


(١) في القاموس ص ٢٨٨: العيد: ما اعتادك من همٍّ أو مرض أو حزن ونحوه، وكل يوم فيه جمع. وفي لسان العرب ٣/ ٣١٨: اشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل: من العادة؛ لأنهم اعتادوه. وفيه: قال الأزهري: كان في الأصل: العِود فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياءً.

(٢) سنن أبي داود ص ١٩٩ رقم (١١٣١)، كتاب الصلاة - باب صلاة العيدين، وسنن النسائي ص ٢٧٧ رقم (١٥٥٥)، ومسند أحمد بن حنبل ٣/ ١٠٣ رقم (١٢٠٢٥).

(٣) سورة الكوثر: ٢.

(٤) عن قتادة، وعكرمة، وعطاء، وأبي علي. جامع البيان للطبري مج ١٥/ج ٣٠/ ٤٢٣، والجامع لأحكام القرآن ١٠/ ٧٣٠٨، والثمرات اليانعة ٥/ ٥٣٠.

(٥) عيون المجالس ١/ ٤٢٩، والانتصار ٤/ ٣١١، والمغني ١/ ٢٣٨، والبحر الزخار ١/ ٥٤، وشرح الأزهار ١/ ٣٧٨، والهداية ١/ ١٠٢، والمهذب ١/ ٣٨٦.

(٦) في عون المعبود ٣/ ٣٤٢: هما يوم النيروز، ويوم المهرجان كذا قاله الشراح. وفي القاموس: النيروز أول يوم السنة معرب نوروز، والنوروز مشهور: وهو أول يوم تتحول الشمس فيه إلى برج الحمل، وهو أول السنة الشمسية كما أن غرة شهر المحرم أول السنة القمرية. وأما مهرجان فالظاهر بحكم مقابلته بالنيروز أن يكون أول يوم الميزان، وهما يومان معتدلان في الهواء لا حر ولا برد ويستوي فيهما الليل والنهار، فكأن الحكماء المتقدمين المتعلقين بالهيئة اختاروهما للعيد في أيامهم، وقلدهم أهل زمانهم لاعتقادهم بكمال عقول حكمائهم، فجاء الأنبياء وأبطلوا ما بني عليه الحكماء (في الجاهلية) أي في زمن الجاهلية قبل أيام الإسلام «أبدلكم بهما خيرًا» .... الخ.