تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 431 - الجزء 2

  النساء فوعظهن، وذكرهن، فقال: «تصدقن، فإن أكثركن حطب جهنم ...» الحديث أخرجه الشيخان وغيرهما بروايات عدة⁣(⁣١).

  قال في بعضها: فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقراطهن وخواتيمهن. وفي ذلك أحاديث أخر.

  ومنها: أنه يستحب إذا فرغ الإمام والمسلمون من ذلك أن يرجعوا في طريق غير ما⁣(⁣٢) مروه عند خروجهم⁣(⁣٣)؛ لحديث ابن عمر أن رسول الله ÷ أخذ يوم العيد في طريق، ثم رجع في طريق آخر⁣(⁣٤). أخرجه أبو داود⁣(⁣٥).

  [وحديث جابر قال: كان رسول الله ÷]⁣(⁣٦) إذا كان يوم عيد خالف الطريق. أخرجه البخاري⁣(⁣٧).

  واختلف في وجه ذلك: فقيل: كان يذهب في الطريق الأطول ليكثر الأجر بكثرة الخطى إلى الصلاة، ويرجع في الأقصر. وقيل: غير ذلك⁣(⁣٨).

  ومنها التضحية في الجبانة بعد الفراغ من الخطبة. قيل: ولو كان لا يتصدق منها. وعن بعضهم: جبانة كل باب بيته.


(١) صحيح البخاري ص ٦٦ رقم (٣٠٤)، كتاب الحيض - باب ترك الحائض الصوم، وصحيح مسلم ص ٩٠ رقم (٧٩)، كتاب الإيمان - باب بيان نقص الإيمان بنقص الطاعات، وبيان إطلاق لفظ الكفر على غير الكافر بالله، ككفر النعمة، والحقوق، وسنن الترمذي ص ٥٨٠ رقم (٢٦١٣)، كتاب الإيمان - باب في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه.

(٢) في (ب، ج): غير الذي مروه.

(٣) المهذب ١/ ٣٩١، والتحرير ١/ ١١٩، والانتصار ٤/ ٣٢٥.

(٤) في (ب): أخرى.

(٥) سنن أبي داود ص ٢٠٢ رقم (١١٥٣)، كتاب الصلاة - باب الخروج إلى العيد في طريق والرجوع في طريق، وسنن الدارمي ١/ ٤٦٠ رقم (١٦١٣)، والمعجم الكبير للطبراني ١/ ٣١٦ رقم (٩٤٣).

(٦) ما بين المعقوفتين مكرر في الأصل.

(٧) صحيح البخاري ص ١٩٢ رقم (٩٨٦)، كتاب صلاة العيدين - باب من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد.

(٨) قيل في ذلك عشرة أوجه ذكرها في الانتصار ٤/ ٣٢٥: منها: أنه كان يذهب في طريق، ويتصدق على الفقراء والمساكين فلا يبقى معه شيء فيكره أن يرجع في الطريق فيسأله سائل ولا شيء معه فيرده، ومنها: أنه كان يتوقى كيد المنافقين؛ مخافة أن يرصد في الطريق الأول.