كتاب الصلاة
  ثوبه حتى أصابه المطر، فقلنا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ قال: «إنه حديث عهد بربه»(١).
  شرح: حسر ثوبه - بالحاء والسين المهملتين -: أي كشف عن بدنه(٢). ومعنى قوله: حديث عهد بربه: بخلق ربه.
  ويستحب الدعاء عند نزول المطر(٣)؛ لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث». رواه النووي في أذكاره(٤).
  ويستحب أن يقال: مطرنا بفضل الله ورحمته، ويكره أن يقال: مطرنا بنوء كذا(٥)؛ لما رواه زيد بن خالد الجهني قال: صلى بنا رسول الله ÷ صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «أتدرون ماذا قال ربكم»؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك، كافر بي، مؤمن بالكوكب(٦)». أخرجه البخاري ومسلم(٧) وغيرهما.
  ويندب أن يقول عند نزول المطر: اللهم صيبًا نافعًا. وفي رواية: هنيئًا. والصيب: الغزيز، وأن يقول عند سماع الرعد: سبحان من يسبح(٨) الرعد بحمده، والملائكة
(١) صحيح مسلم ص ٣٨٤ رقم (٨٩٨)، كتاب صلاة الاستسقاء - باب الدعاء في الاستسقاء، ومسند أحمد بن حنبل ٣/ ١٣٣ رقم (١٢٣٨٨).
(٢) مختار الصحاح ص ٨٤.
(٣) البحر الزخار ٢/ ٨٣، وروضة الطالبين ص ٢١٩.
(٤) الأذكار، لأبي زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي - دار إحياء التراث العربي - مدينة النشر - بيروت - ط ٢ (١٣٩٢ هـ) ص ٣٠١، ومجمع الزوائد ١٠/ ١٥٥، وسنن البيهقي ٣/ ٣٦٠، باب طلب الإجابة ثم نزول الغيث.
(٥) البحر الزخار ٢/ ٨٣، وروضة الطالبين ص ٢١٩.
(٦) في (ج): بالكواكب.
(٧) صحيح البخاري ص ٢٠٣ رقم (١٠٣٨)، كتاب الاستسقاء - باب ما قيل في الزلازل والآيات، وصحيح مسلم ص ٨٨ رقم (١٢٥)، كتاب الإيمان - باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء، وسنن أبي داود ص ٦٥٦ رقم (٣٩٠٢)، كتاب الكهانة والتطير - باب في النجوم، وسنن البيهقي ٣/ ٣٥٧ رقم (٦٢٤٣)، باب كراهية الاستبطاء بالأنواء، ومسند أحمد بن حنبل ٤/ ١١٧، والمعجم الكبير للطبراني ٥/ ٢٤١ رقم (٥٢١٤).
(٨) في (ب): من سبح الرعد.