تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

فصل: [أفضل النوافل]

صفحة 466 - الجزء 2

  وقد ذهب إلى ما اختاره المؤلف أيده الله تعالى غيره من العلماء، وهو ظاهر مذهب الشافعي. وذكره في المهذب⁣(⁣١).

  وقال الإمام يحيى: هما سواء؛ لاختصاص كل بوجه⁣(⁣٢).

[رواتب الصلاة]

  قوله أيده الله تعالى: (ثم رواتبها على درج مأخذها⁣(⁣٣)) أي ثم رواتب الفرائض بعد ما شرعت فيه الجماعة أفضل مما سواها؛ لدوامها، ومواظبة النبي ÷ عليها، وترغيبه في كل منها بخصوصه.

  وقوله أيده الله تعالى: "على درج مأخذها" معناه أنها تتفاوت في الفضيلة بحسب تفاوت أدلتها في قوة السند والمتن وما يتعلق بذلك ويشتمل عليه، فما دليله متواتر أفضل مما دليله آحادي، وما اشتمل على كثرة الترغيب أفضل مما عداه، وما اجتمع فيه قوة السند والمتن أفضل مما فيه أحدهما، ونحو ذلك.

[صلاة الوتر]

  وعلى هذا فأفضلها الوتر⁣(⁣٤)؛ لكثرة أدلته وقوتها، حتى قيل بوجوبه⁣(⁣٥)، كما ذهب إليه أبو حنيفة وغيره⁣(⁣٦)؛ لظاهر الأمر في قوله ÷:


= البخاري ص ١٤ رقم (٤٣)، كتاب الإيمان - باب أحب الدين إلى الله أدومه، وصحيح مسلم ص ١١٠٩٠ رقم (٢٨١٨)، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم - باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله، وسنن النسائي ص ١٣١ رقم (٧٦١)، كتاب القبلة - باب المصلي يكون بينه وبين الإمام سترة، وسنن ابن ماجة ص ٦٤٤ رقم (٤٢٤٠)، كتاب الزهد - باب المداومة على العمل، ومسند أحمد بن حنبل ٦/ ٤٠ رقم (٢٤١٧٠).

(١) المهذب ١/ ٢٧٦.

(٢) الانتصار ٤/ ١٧٧، والبحر الزخار ٢/ ٣٣.

(٣) في الأصل: ثم رواتها على درج ما مر، وهو سهو.

(٤) وهو قول الشافعي في الجديد. ينظر: الانتصار ٤/ ١٧٢، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٨، والمهذب ١/ ٢٧٩.

(٥) الوتر سنة مؤكدة. هو قول أئمة الزيدية والشافعية، ومالك، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن. ينظر: الانتصار ٤/ ١٥٤، وروضة الطالبين ص ١٤٦، وأصول الأحكام ١/ ٨٩، والمهذب ١/ ٢٧٧، والهداية ١/ ٨٠.

(٦) وإليه ذهب الحسن بن زياد، وذهب زفر إلى أنه فرض، وهي رواية عن أبي حنيفة، وروي عن أبي =