فصل: [أفضل النوافل]
  فإنها بدعة عند أهل المذهب(١)؛ لما روي عن علي أنه قال: صلاة الضحى، وصلاة النوافل في رمضان جماعة بدعة(٢)، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار؛ ولأن النبي ÷ لم يواظب عليها ولا أمر بها، بل تخلف عن الخروج إلى من اجتمع لأجلها، كما روت عائشة أن النبي ÷ صلى في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم رسول الله ÷، فلما أصبح قال: «قد رأيت الذي صنعتم، ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم». وذلك في رمضان. أخرجه الستة إلا الترمذي، واللفظ لأبي داود(٣).
  وعن زيد بن ثابت قال: احتجر رسول الله ÷ حجيرة بخصفة أو حصيرة(٤)، قال عفان: في المسجد، وقال عبد الأعلى: في رمضان، فخرج رسول الله ÷ يصلي فيها، فتتبع إليه رجال، وجاءوا يصلون بصلاته. قال: ثم جاءوا إليه، فحضروا، وأبطأ رسول الله ÷ فلم يخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم، وحصبوا الباب، فخرج إليهم رسول الله ÷ مغضبا، فقال لهم: «ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة».
  [وفي حديث عفان(٥): «ولو كتب عليكم ما قمتم به». وفيه: «فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»](٦). أخرجه البخاري ومسلم(٧).
(١) الانتصار ٤/ ١٨١، والتذكرة الفاخرة ص ١٣٨، والتحرير ١/ ١٥٢.
(٢) حكاه في التحرير ١/ ١٢٢.
(٣) صحيح البخاري ص ٢٢٠ رقم (١١٢٩)، كتاب التهجد - باب تحريض النبي ÷ على قيام الليل والنوافل من غير إيجاب، وصحيح مسلم ص ٣٣٥ رقم (٧٦١)، كتاب صلاة المسافرين - باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، وسنن النسائي ص ٢٨٦ رقم (١٦٠٣)، كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب قيام شهر رمضان،.
(٤) في (ب): أو حصير.
(٥) عفان بن مسلم الصفار، أبو عثمان البصري، سكن بغداد، توفي سنة ٢٢٠ هـ، روى له الجماعة. تهذيب الكمال ٢٠/ ١٧٦ رقم (٣٩٦٤).
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(٧) صحيح البخاري ص ١٤٤١ رقم (٧٢٩٠)، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب الاقتداء بسنن =