تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 484 - الجزء 2

  وذهب أبو حنيفة، وأحمد، وكثير من أصحاب الشافعي إلى أنها قربة؛ لما روي أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب، وقال: نعمت البدعة هذه، والتي تنامون عنها أفضل من التي تصلون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله. أخرجه البخاري، والموطأ.

  قلنا: دليلنا أصرح وأرجح؛ للحظر. وقد صرح عمر فيما احتجوا به على أنها بدعة. والله أعلم.

  وهي عندهم عشرون ركعة، بعشر تسليمات⁣(⁣١)، بجزء من القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، بعد صلاة العشاء⁣(⁣٢)، وذلك استحسان منهم لم يرد به نص، وإنما كان النبي ÷ يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، فيقول: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» فتوفي رسول الله ÷ والأمر على ذلك، ثم كان الأمر كذلك في خلافة أبي بكر، وصدرا من خلافة عمر. هكذا ورد في حديث أخرجه الستة من رواية أبي هريرة بروايات عديدة، وفي معناه أحاديث أخر⁣(⁣٣).

  ولا خلاف في كونها مندوبة للمنفرد⁣(⁣٤).


= رسول الله ÷، وصحيح مسلم ص ٣٤٢ - ٣٤٣ رقم (٧٧٨)، كتاب صلاة المسافرين - باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد، ومسند أحمد ٥/ ١٨٢ رقم (٢١٦٢)، ٥/ ١٨٧ رقم (٢١٦٧٥)، وسنن أبي داود ص ٢٥٤ رقم (١٤٤٤)، كتاب الوتر - باب فضل التطوع في البيت، والنسائي ص ٢٨٥ رقم (١٥٩٨)، كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب الحث على الصلاة في البيوت والفضل في ذلك.

(١) وبه قال الحنفية، والحنابلة، والشافعية. وقال مالك: ست وثلاثون والوتر. ينظر الكافي في الفقه على مذهب أهل المدينة ١/ ١٢٣، والمهذب ١/ ٢٨، والمغني ١/ ٧٩٧، والإنصاف ١/ ١٨٠، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ٣١٢، والهداية ١/ ٨٥.

(٢) قال في الهداية ١/ ٨٥: ولم يذكر قدر القراءة فيها، وأكثر المشايخ رحمهم الله على أن السنة فيها الختم مرة.

(٣) صحيح البخاري ص ٣٨٨ رقم (٢٠٠٩)، كتاب صلاة التراويح - باب فضل من قام رمضان، وصحيح مسلم ص ٣٣٤ رقم (٧٥٦)، كتاب صلاة المسافرين - باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، وسنن الترمذي ص ١٩٢ رقم (٨٠٨)، كتاب الصيام - باب الترغيب في قيام شهر رمضان وما جاء فيه من الفضل، وسنن أبي داود ص ٢٤١ رقم (١٣٦٨)، كتاب شهر رمضان - باب في قيام شهر رمضان، ومسند أحمد ٢/ ٢٨١ رقم (٧٧٧٤)، وصحيح ابن خزيمة ٣/ ٣٣٦ رقم (٢٢٠٢)، باب الأمر بقيام رمضان أمر ترغيب لا أمر عزم وإيجاب، وسنن البيهقي ٢/ ٤٩١ رقم (٣٤٧٣)، باب قيام شهر رمضان، وسنن النسائي ص ٣٨٦ رقم (٢١٩٠)، كتاب الصيام - باب ثواب من قام رمضان وصامه إيمانا واحتسابا

(٤) روي عن أبي يوسف أنه قال: من قدر أن يصلي في بيته كما يصلي مع الإمام، فأحب إلي أن يصلي في البيت، وكذلك قال مالك، وقال: كان ربيعة وغير واحد من علمائنا ينصرفون ولا يقومون مع الناس وأنا أفعل ذلك. وقال مالك: وأنا أفعل ذلك، وما قام رسول الله إلا في بيته. ينظر مختصر اختلاف العلماء ١/ ٣١٣، وعيون المجالس ١/ ٤٤٢، والكافي في الفقه على مذهب أهل المدينة ص ١/ ١٢٢.