كتاب الجنائز
  وعن معاذ قال: قال رسول الله ÷: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة». أخرجه أبو داود(١).
  قيل: ويلقن أيضا: محمد رسول الله ÷(٢)؛ إذ المقصود موته على الإسلام، ولا يكون مسلماً إلا بهما.
  ويستحب أن يكون الموجِّهُ والملقِّنُ غيرَ وارث؛ لئلا يتهم باستعجال الإرث، فإن لم يحضر إلا وارث لقنه ووجهه أشفقهم عليه.
  وأن يكون التلقين من غير أمر ولا إلحاح، بل يذكر الكلمة بين يديه؛ ليتذكرها فيأتي بها، فإذا قالها مرة لا تعاد عليه، إلا أن يتكلم بعدها؛ لأن الغرض أن تكون آخر كلامه(٣).
  وفي حديث أخرجه البخاري(٤) وغيره، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله ÷: «إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً، فإن الملائكة يُؤمِّنُون على ما تقولون»(٥).
  وعن أنس قال: مر النبي ÷ بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال: «وجبت»، ثم مر بأخرى، فأثنوا عليها شراً، فقال: «وجبت»، فقيل(٦): يا رسول الله، قلت لهذا: «وجبت» ولهذا: «وجبت»، قال: «شهادة القوم، المؤمنون شهداء
= كتاب الجنائز - باب تلقين الميت، وسنن الترمذي ص ٢٢٩ رقم (٩٧٦)، كتاب أبواب الجنائز - باب ما جاء في تلقين المريض عن الموت والدعاء له، وسنن ابن ماجة ص ٢١٤ رقم (١٤٤٤)، كتاب الجنائز - باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلا الله، ومسند أحمد بن حنبل ٣/ ٣ رقم (١١٠٠٦).
(١) سنن أبي داود ص ٥٣٧ رقم (٣١١٤)، كتاب الجنائز - باب في التلقين، ومسند أحمد ٥/ ٢٣٣ رقم (٢٢٠٨٧).
(٢) قال في روضة الطالبين ص ٢٢٠: وذهب جماعات من أصحابنا إلى أنه يلقن أيضًا محمد رسول الله وممن صرح به القاضي أبو الطيب، والماوردي، وسليم الرازي، ونصره المقدسي، وأبو العباس الجرجاني، والشاشي في المعتمد.
(٣) شرح الأزهار ١/ ٤٠١، والكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل ص ١٥٨.
(٤) لم أجده في الصحيح.
(٥) صحيح مسلم ص ٣٩٣ رقم (٩١٨)، وسنن الترمذي ص ٢٢٩ رقم (٩٧٧)، كتاب أبواب الجنائز - باب ما جاء في تلقين المريض عند الموت والدعاء له، وسنن أبي داود ص ٥٣٧ رقم (٣١١٣)، كتاب ا لجنائز - باب ما يقال عند الميت من الكلام، وسنن ابن ماجة ص ٢١٤ رقم (١٤٤٧)، كتاب الجنائز - باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر، وسنن النسائي ص ٣٣٦ رقم (١٩٣٤)، كتاب الجنائز - باب النهي عن ذكر الهلكى إلا بخير، ومسند أحمد ٦/ ٣٠٦ رقم (٢٦٦٥٠).
(٦) في (ج): فقال.