تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[فيما يفعل بالميت عند موته]

صفحة 499 - الجزء 2

  فيه». أخرجه مسلم وغيره⁣(⁣١).

  والمعنى في الإغماض أن لا يقبح منظره؛ لبقاء عينيه مفتوحتين.

  قيل: ويستحب أن يكون المتولي لإغماضه وما ذكر بعده أرفق محارمه به⁣(⁣٢)، وأن يقول عند إغماضه: بسم الله، وعلى ملة رسول الله. انتهى.

  والمراد بالتليين المذكور أن يرد ساعديه إلى عضديه ثم يمدهما، ويرد ساقيه إلى فخذيه، وفخذيه إلى بطنه، ثم يمدهما، ويلين أصابعه⁣(⁣٣)؛ ليسهل غسله؛ لأن المفاصل إذا لينت عقيب خروج الروح وفي البدن بقيه حرارة لانت، وإلا يبست.

  وصفة التذقين المذكور: أن يشد ذقنه، أي لحييه: وهما تثنية لَحْيٍ - بفتح اللام - إلى فوق رأسه بعصابة عريضة؛ لئلا يقطع جسده⁣(⁣٤)، ويكون ذلك عقيب الموت كما تقدم.

  والمعنى في ذلك أن لا يبقى فمه مفتوحاً، فيقبح منظره، وتدخله الهوام⁣(⁣٥).

  ويستحب أيضاً أن يسجى: أي يغطى بثوب بعد موته؛ لأن النبي ÷ سجي عقيب⁣(⁣٦) موته ببرد حبرة⁣(⁣٧).

  قيل: ويجعل أطرافه تحت رأسه وتحت رجليه؛ لئلا ينكشف منه شيء، وأن يجعل على بطنه شيء ثقيل من حديد أو طين رطب؛ لئلا ينتفخ فيقبح منظره.

  وفي ذلك ما روي عن أنس، أنه مات مولى له فقال: ضعوا على بطنه حديدة لئلا ينتفخ⁣(⁣٨). ذكر ذلك في مهذب الشافعية⁣(⁣٩).


(١) مسلم ٢/ ٦٣٤ رقم ٩٢٠ باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر، مسند أحمد بن حنبل ٦/ ١٨٥ رقم (٢٦٦٠٥).

(٢) المهذب ١/ ٤١٤.

(٣) روضة الطالبين ص ٢٢٠.

(٤) المرجع السابق ص ٢٢٠.

(٥) المهذب ١/ ٤١٥.

(٦) في (ج): بعد موته.

(٧) نحوه في مسلم ٢/ ٦٥١ رقم (٩٤٢)، كتاب الجنائز - باب تسجية النبي.

(٨) مصنف عبد الرزاق ٣/ ٣٩٤ رقم (٦٠٧٠)، باب وضع السيف، وسنن البيهقي ٣/ ٣٨٥ رقم (٦٤٠٢)، كتاب الجنائز - با ما يستحب وضع شيء على بطنه ثم وضعه على سرير أو غيره؛ لئلا يسرع انتفاخه.

(٩) ١/ ٤١٥.