[فيما يفعل بالميت عند موته]
  والحكمة أن أحوال القيامة والبعث مذكورة فيها، وإذا قرئت عنده تجدد له ذكر تلك الأحوال. ذكره في أسنى المطالب في شرح روض الطالب، ويكون القارئ مخلصاً لقلبه محضراً له(١)، ويقرأ أيضاً عنده سورة الرعد؛ لقول جابر: فإنها تهون عليه خروج روحه(٢). ذكره في أسنى المطالب أيضاً(٣).
  ويكون القاري خاشعاً مرتعداً من تصور هول الشدة. وهذا وإن كان مندوباً مطلقاً فهو في هذه الحال آكد.
  وإنما قدم المؤلف أيده الله ذكر القلب، وهو يس، على ذكر الرعد مع أن سورة الرعد مقدمة في القرآن على سورة يس؛ لأن دليل ندب وقراءة يس عند المريض أقوى من دليل قراءة سورة الرعد. انتهى.
  قلت: وأظن المراد بجابر المذكور هو جابر بن زيد أبو الشعثاء(٤)؛ لأنه الذي يروى عنه أثر سورة الرعد، كما هو مذكور في تلخيص ابن حجر وغيره(٥). والله أعلم.
[فيما يفعل بالميت عند موته]
  قوله أيده الله تعالى: (ومتى قضى غُمِّضَ، وَلُيِّنَ برفق، وذُقِّنَ بعريض) أي يندب إذا مات الإنسان أن تغمض عيناه عقيب موته؛ لحديث أم سلمة، قالت: دخل رسول الله ÷ على أبي سلمة فأغمضه، ثم قال: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر» فضج ناس من أهله فقال: «لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: «اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره، ونور له
= ٧/ ٢٦٩ رقم (٣٠٠٢)، باب فصل في المحتضر، وسنن ابن ماجة ص ٢١٤ رقم (١٤٤٨)، كتاب الجنائز - باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا احتضر، وسنن البيهقي ٣/ ٣٨٤ رقم (٦٣٩٢)، باب ما يستحب من قراءته عنده، ومسند أحمد ٤/ ١٠٥، والمعجم الكبير للطبراني ٢٠/ ٢١٩ رقم (٥١٠).
(١) في (ب): ويكون القارئ محضرا لقلبه.
(٢) مصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٤٤٥ رقم (١٠٨٥٢)، باب ما يقال ثم المرض إذا حضر.
(٣) أسنى المطالب ٤/ ١٩١، فصل آداب المحتضر.
(٤) جابر بن زيد الأزدي البصري، أبو الشعثاء، حدث عن ابن عباس، وهو من فقهاء البصرة ومفتيها، توفي سنة ٩٣ هـ، وقيل: ١٠٣ هـ. ينظر تذكرة الحفاظ ١/ ٧٢، ورأب الصدع ٣/ ١٨٦١.
(٥) تلخيص الحبير ٢/ ١٠٤ رقم (٧٣٤)، باب الجنائز.