تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[أجناس المقدورات]

صفحة 110 - الجزء 1

  - أيده الله تعالى - بما ذكره إلى أن ذلك أبلغ في القادرية وأدل على كمالها كما حققه في شرحه.

  وقوله: فما أمكن قادريَّتَه تعجُّب من قوة تمكن قادرية الباري تعالى واتساعها؛ إذ هو ø قادر على جميع أجناس المقدورات، وفي كل وقت من كل جنس على ما لا يتناهى؛ لأنه قادر لذاته، فلا اختصاص له بجنس من المقدورات دون غيره.

[أجناس المقدورات]

  وأجناس المقدورات ثلاثة وعشرون جنسًا: فمنها ثلاثة عشر يختص الباري تعالى بالقدرة عليها، وهي: الجوهر، والفناء، والحياة، والقدرة، واللون، والطعم، والرائحة، والحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة، والشهوة، والنفرة. وعشرة لا يختص تعالى بالقدرة عليها بل يوصف بالقدرة عليها الباري والعباد، خمسة من أفعال القلوب، وهي: الاعتقاد⁣(⁣١)، والظن، والإرادة، والكراهة، والنظر. وخمسة من أفعال الجوارح، وهي: الاعتماد⁣(⁣٢)، والكون⁣(⁣٣)، والتأليف⁣(⁣٤)، والصوت، والألم⁣(⁣٥).

  وأتى في مسألة القادرية بلفظ خالق؛ لأنَّ الخلق في اللغة: هو الإحداث بتقدير⁣(⁣٦).

  وفي العرف: هو الاختراع، فكلاهُمَا مناسب للإيجاد الدال على القادريَّةِ. واختار فيها لفظي: القبول، والسطوع: الذي هو ارتفاع النور وتصاعده؛ لتمكُّن العلم بها الموجب لتمكن القبول، ومن لازم العلم المتمكِّن المشبَّه بالنور أن يكون ساطعًا مثله.

  وقوله: فالق علوم العالمين: الكلام فيه على نحو ما تقدم في مسألة القادرية، وهو أنه إنما خصَّ العلوم من بين سائر الأفعال المحكمة الدالة على ثبوت صفة العالمية له تعالى؛ لأن إيجادَه لما يصير به غيرُه عالمًا مُتَمَكِّنًا من إيجاد الفعل المحكم - أدلُّ على عالميته تعالى


(١) مثل: الجنة حق.

(٢) الاعتماد كالساكن لا يخرج من السكون إلى الحركة إلا بواسطة. ينابيع النصيحة ص ٩٢.

(٣) الأكوان أو الكون: يفعل أو لا يفعل. المرجع السابق.

(٤) التأليف: الجمع بين شيئين. المرجع السابق.

(٥) ينظر: ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة، تأليف: الأمير الحسين بن بدر الدين، تحقيق: د. المرتضى بن زيد المحطوري - مكتبة بدر للطباعة والنشر والتوزيع - ط ١ (١٤٢٠ هـ/١٩٩٩ م) ص ٥٢، وشرح الثلاثين المسألة، لابن حابس ص ٨٣.

(٦) تاج العروس ١٣/ ١٢٦.