كتاب الجنائز
  وفي صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص أنه قال لهم في حديث عند موته: إذا دفنتموني فأقيموا(١) حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها حتى استأنس بكم، وأعلم ماذا أراجع رسل ربي(٢). وقد تقدم حديث: «واسألوا له التثبت، فإنه الآن يسأل».
  وقال الأثرم(٣): قلت لأحمد. هذا الذي يصنعونه إذا دفن الميت يقف الرجل ويقول: يا فلان بن فلانة، قال: ما رأيت أحدا يفعله إلا أهل الشام حين مات أبو المغيرة(٤). يروى فيه عن أبي بكر بن أبي مريم(٥)، عن أشياخهم أنهم كانوا يفعلونه، وكان إسماعيل بن عياش(٦) يرويه، يشير إلى حديث أبي أمامة(٧). انتهى(٨).
  وفي شرح(٩) الإرشاد ما لفظه: يستحب أن يلقن الميت بعد الدفن، فيقال: يا عبد الله بن أمة الله، اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله ÷، وأن الجنة حق، و [أن](١٠) النار حق، وأن البعث حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأنك رضيت بالله ربًّا، وبمحمد نبيا، وبالإسلام دينا، وبالقرآن إمامًا، وبالكعبة قبلة، وبالمؤمنين إخوانا(١١).
(١) في (ب، ج): فأقيموا، وما أثبتناه من الأصل، وتلخيص الحبير.
(٢) صحيح مسلم ص ١٠٣، ١٠٤، رقم (١٢١)، كتاب الأيمان - باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج.
(٣) أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الطائي الأثرم، محدث، وفقيه حافظ، تلميذ الإمام أحمد، لازم ابن أبي شيبة مدة، وكان عالمًا، توفي سنة ٢٦١ هـ، له كتاب في علل الحديث، وآخر في السنن، وناسخ الحديث ومنسوخه. سير أعلام النبلاء ١٢/ ٦٢٣ - ٦٢٨، وتهذيب الكمال ١/ ٤٧٦ رقم (١٠٣).
(٤) أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الشامي الحمصي، شيخ البخاري، وأحمد بن حنبل، مات سنة ٢١٠ هـ، وصلى عليه الإمام أحمد بن حنبل، روى له الجماعة. ينظر: تهذيب الكمال ٨/ ٢٣٧، وطبقات ابن سعد ٧/ ٤٧٢.
(٥) أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الشامي، قيل: اسمه بكير، وقيل: عبد السلام، من أتباع التابعين (ت: ١٠٦ هـ)، محدث، ضعفوه، سُرق بيته وكان فيه حلي؛ فذهب عقله واختلط، روى له أبو داود، والترمذي، وابن ماجة. تهذيب الكمال ٣٣/ ١٠٨ رقم (٧٢٤١)، وتهذيب التهذيب ١٢/ ٢٦ رقم (٨٣٠٣).
(٦) إسماعيل بن عياش: ابو عتبة الحمصي العنسي، ولد سنة ١٠٨ هـ، محدث، حافظ، ولاه أبو جعفر المنصور خزانة الكسوة، وحدث في حمص بفضائل علي بن أبي طالب، وكان أهل حمص ينتقصونه، فكفوا عن ذلك عندما حدثهم إسماعيل، وحديثه عن أهل العراق والمدينة مضطرب، توفي سنة ١٨١ هـ، روى له البخاري والباقون سوى مسلم. تهذيب الكمال ٣/ ١٦٣، وسير أعلام النبلاء ٨/ ٣١٢.
(٧) نحوه الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل ص ١٧٤، وقال فيه: قال القاضي، وأبو الخطاب: يستحب ذلك.
(٨) تلخيص الحبير ١/ ١٣٥ - ١٣٦.
(٩) في الأصل: وفي حديث.
(١٠) ما بين المعقوفتين من (ب، ج).
(١١) روضة الطالبين ص ٢٣٧.