فصل: [في وجوب الصلاة على النبي ÷]
  قلت: وليس كما زعموا، فإن الذي ذهب إليه الشافعي | هو مذهب أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، وما أجدر المنكر لذلك المذهب بقول القائل:
  حفظت شيئًا وغابت عنك أشياء(١)
  وقد ورد في الحديث: «لا صلاة لمن لم يصل عليَّ»(٢)، وفي حديث آخر: «من صلى صلاة لم يصل فيها عليَّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه(٣).
  وقد ضعف قوم هذين الحديثين، ولم يبينوا وجه ضعفهما. وعن أبي جعفر الباقر(٤): «لو صليت صلاة لم أصل فيها [على النبي وعلى أهل بيته](٥) لعلمت أنها لا تتم»(٦) والله أعلم(٧).
(١) صدر البيت لأبي نواس، قاله في قصيدة مطلعها:
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ ... وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
وصدره: فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً. انظر: ديوانه ص ٢٠٠.
(٢) المستدرك ١/ ٢٦٩، للحافظ شهاب الدين أبي الفضل ابن حجر العسقلاني (ت: ٨٥٢ هـ) - مؤسسة الكتب الثقافية - ط ١ (١٤١٢ هـ/١٩٩٢ م).، كتاب الصلاة - باب صنيع الصلاة بعد التشهد، والدارقطني ١/ ٥٥ رقم (٥)، كتاب الصلاة - باب وجوب الصلاة على النبي ÷ في التشهد، واختلاف الروايات في ذلك، والبيهقي في السنن ٢/ ٣٧٩، كتاب الصلاة - باب وجوب الصلاة على النبي ÷.
(٣) سنن الدارقطني ١/ ٣٥٥ رقم (٦)، كتاب الصلاة - باب وجوب الصلاة على النبي ÷ في التشهد، واختلاف الروايات في ذلك، وقال فيه: ضعيف.
(٤) الباقر: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي، الإمام الثبت، يكنى أبا جعفر، كان سيد بني هاشم في زمانه، تابعي، وكان عابدا زاهدا ناسكا، لقب بالباقر؛ لأنه بَقَرَ العلم، يعني شقه فعلم أصله وخفيه، واستنبط فرعه، وتوسع فيه، ولد سنة (٥٦ هـ)، وقيل: (٥٧ هـ)، وتوفي سنة (١١٤ هـ)، وعده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة. له كتاب في التفسير رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر. انظر: تراجم رجال الأزهار ١/ ١٢، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٤٠١ رقم (١٥٨)، وتهذيب الكمال ٢٦/ ١٣٩.
(٥) في (ب): على آل بيته.
(٦) سنن الدارقطني ١/ ٣٥٦ رقم (٧)، كتاب الصلاة - باب وجوب الصلاة على النبي ÷ في التشهد واختلاف الروايات في ذلك، وسنن البيهقي ٢/ ٣٧١، كتاب الصلاة - باب وجوب الصلاة على النبي ÷.
(٧) في (ب) زيادة: وروى البيهقي والدار قطني عنه ÷: «لا صلاة إلا بطهور، وبالصلاة عليَّ».