[شرح خطبة الأثمار]
  وحكم الصلاة على آل محمد حكم الصلاة عليه في الواجب والمندوب؛ والدليل على ذلك قوله ÷: «لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء ...» الخبر(١).
  قلت: ولذكرهم في جميع أحاديث الصلاة التي تقدمت الإشارة إليها في تعليمه ÷ أصحابه كيف يصلون عليه إلى غير ذلك مما سيأتي في شرح أولويتهم $ بالتقليد لهم.
  وآل النبي وأهل بيته بمعنى واحد، وهم: علي، وفاطمة(٢)، والحسنان، وأولادهما(٣).
  قال مولانا أيده الله تعالى: والدليل على أن آل النبي ÷ هم أهل بيته، وأهل بيته [هم](٤) ذريته وعترته من اللغة العربية والقرآن الحكيم والسنة المتواترة معنى. قال: ولا يبعد أنه إجماع الصدر الأول ومن يليه.
  أما اللغة: فقد نص السيد الشريف في حاشية الكشاف، وغيره في غيرها على أن ذلك هو المتبادر إلى الذهن عند إطلاق لفظ الآل، وذلك علامة الحقيقة في اللغة والشرع، وهو الذي يسبق إلى الفهم السليم من شوائب الاعتقادات السيئة(٥).
  قال مولانا أيده الله: ومن الحجج من جهة اللفظ ما نص عليه البصريون من [أن الألف في «الآل»](٦) مبدلة من الهاء، وأصله أهل؛ ولذلك يصغرونه على «أُهَيْلُ»، وأما الدليل من الكتاب، فمثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ}(٧)، وكذلك قوله: {أَمْ يَحْسُدُونَ
(١) وتتمته: «ولكن صَلُّوا عَلَيَّ وعلى آلِي مَعِي، فإنَّ اللهَ لا يقبلُ الصلاةَ عليَّ إلا بالصلاةِ على آلِي». أخرجه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة في الشافي ٤/ ٩٦، وذكر أنه رواه عن أبيه مسندا.
(٢) فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد ÷ ابن عبد الله بن عبد المطلب، الهاشمية القرشية، وأمها خديجة بنت خويلد: من نابهات قريش، وإحدى الفصيحات العاقلات، تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ¥ في الثامنة عشرة من عمرها، وولدت له الحسن، والحسين، وأم كلثوم، وزينب، وعاشت بعد أبيها ستة أشهر. أسد الغابة ٧/ ٢١٦ رقم (٧١٨٣)، والاستيعاب ٧/ ٢١٦ رقم (٧١٨٣)، والأعلام ٥/ ١٣٢.
(٣) في (ش، ب) وأولادهما ما تناسلوا.
(٤) ساقطة من (ج).
(٥) انظر: لسان العرب ١١/ ٢٨، وسر صناعة العرب، لأبي الفتح عثمان بن جني - تحقيق: محمد حسن إسماعيل، أحمد رشدي عامر - دار الكتب العلمية - ط ١ (١٤٢١ هـ/١٢٠٠٠ م) ١/ ١٠٥، والكشاف ١/ ٦٧.
(٦) في (ب، ج): من أن الألف في آل.
(٧) سورة آل عمران: ٣٣ - ٣٤.