تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[شرح خطبة الأثمار]

صفحة 134 - الجزء 1

  النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}⁣(⁣١). فهذا مما لا يشك فيه أحدٌ أن المراد به الذرية، وقد نص عليه المفسرون من الموافق والمخالف [في آل النبي ÷]⁣(⁣٢).

  وأما السنة: فمثل قول النبي ÷ في الأحاديث الصحيحة عند الجميع: «إنا آل محمد لا تحل [لنا]⁣(⁣٣) الصدقة»⁣(⁣٤)، وهذا يبطل به قول من قال: هم الأتباع، وقول من قال: هم قريش، وكذلك قول من قال: هم بنو هاشم وبنو المطلب ممن يقول: إن الصدقة تحل لبني المطلب.

  وأما تخصيصهم بأنهم ذرية فاطمة ^ فيدل عليه ما سيأتي في شرح أولوية أهل البيت $ بالتقليد لهم.

  وما رواه الحاكم النيسابوري⁣(⁣٥) بإسناده إلى عبد الله بن جعفر⁣(⁣٦) قال: لما نظر


(١) سورة النساء: ٥٤.

(٢) في (ب): فكذلك آل النبي.

انظر: الكشاف ١/ ٣٥٤، وتفسير الثعلبي ٣/ ٥٢، وتفسير روح المعاني، للعلامة محمود الألوسي البغدادي - تحقيق: محمد حسين العرب - دار الفكر - (١٤١٧ هـ/ ١٩٩٧ م) ٤/ ٨٥.

(٣) زيادة ليست في الأصل، وهي من (ب، ج).

(٤) البخاري ٢/ ٥٤١ رقم (١٤١٤)، كتاب الزكاة - باب أخذ صدقة التمر عند صرام النخل، وهل يترك الصبي فيمس تمر الصدقة، ومسلم ٢/ ٧٥٢ رقم (١٠٧٢)، كتاب الزكاة - باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة، وأبو داود ٣/ ٣٨٩ رقم (٢٩٨٥)، كتاب الخراج والأمارة والفيء - باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى، والنسائي ٥/ ١٠٥ رقم (٢٦٠٩)، كتاب الزكاة - باب استعمال آل النبي على الصدقة، ومسند أحمد ١/ ٢٠٠ رقم (١٧٢٧)، وابن خزيمة ٤/ ٥٩ رقم (٢٣٤٧)، كتاب الزكاة - باب ذكر تحريم الصدقة المفروضة على النبي المصطفى، وابن حبان ٢/ ٤٩٨ رقم (٧٢٢)، كتاب الرقائق - باب الورع والتوكل.

(٥) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي النيسابوري، المعروف بابن البيع، كان الحاكم إمامًا جليلاً، حافظًا، عارفًا، ثقة، واسع العلم، اتفق الناس على إمامته وجلالته وعظمة قدره، توفي سنة ٤٠٥ هـ، وله المستدرك على الصحيحين، والإكليل، ومعرفة علوم الحديث، وتاريخ النيسابوريين، وفضائل الشافعي، وغيرها. ينظر: سير أعلام النبلاء ١٧/ ١٦٢، وتذكرة الحفاظ ٣/ ١٤٠٣٩، وتاريخ بغداد ٥/ ٤٧٣.

(٦) عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب الهاشمي، أبي جعفر أول مولود في الحبشة من المسلمين، توفي رسول الله ÷ وله عشر سنين، شهد فتوح الشام، وشهد مع عمه علي مشاهد الجهاد، وكان شجاعًا جواداً سخيًّا وأخباره في الكرم كثيرة شهيرة، توفي بالمدينة سنة ٨٠ هـ، وقيل غير ذلك، خرّج له الإمام أبو طالب ومحمد بن منصور المرادي من الزيدية. ينظر لوا مع الأنوار ٣/ ١٠٨، والاستيعاب ٣/ ١٨، وأسد الغابة ٣/ ١٩٩، والإصابة ٢/ ٢٨٠.