قال مولانا الإمام أيده الله تعالى: [فقد صح]⁣^(⁣١) أن أهل⁣^(⁣٢) بيت النبي هم آله، وآله هم أهل بيته، وأن العترة أيضًا⁣^(⁣٣) هم الآل [وأهل البيت]⁣^(⁣٤)؛ بدليل قوله ÷: «وعترتي أهل بيتي» في الحديث الصحيح، الذي سيأتي في شرح أولويتهم بالتقليد.

  وأما كون أولاد فاطمة ذريته ÷ فذلك بين؛ إذ لا ذرية له ÷ باقية غيرهم، ولا سبب ولا نسب له ÷ باقيان سواهم، وقد قال ÷: «كتاب الله، وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»⁣^(⁣٥).

  ومما يؤيد ذلك ما رواه الحاكم النيسابوري بإسناده إلى علي بن الحسين زين العابدين⁣^(⁣٦)، أن عمر بن الخطاب ¥ لما خطب إلى علي كرم الله وجهه ابنته⁣^(⁣٧) أم كلثوم ابنة فاطمة سيدة نساء العالمين ^ فقال: أنكحنيها، فقال: إني أُرْصِدُهَا⁣^(⁣٨) لابن أخي عبد الله بن جعفر، فقال: أنكحنيها، فو الله ما من الناس أحدٌ يرصد من أمرها ما أرصده، فأنكحه علي، فأتى عمر ¥

(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٢) في (ج): أن آل.

(٣) سقط من (ب، ج) كلمة: أيضا.

(٤) في (ج): وهم أهل البيت.

(٥) حديث: «إني تارك فيكم كتاب الله، وعترتي أو أهل بيتي» ورد بألفاظ كثيرة؛ فقد أخرجه مسلم ٤/ ١٨٧٣ رقم ٢٤٠٨ عن زيد بن أرقم، والترمذي ٥/ ٦٢١ رقم ٣٧٨٦ عن جابر بن عبد الله، وأحمد ٤/ ٣٧ رقم ١١١٣١ عن أبي سعيد و ٤/ ٣٠ رقم ١١١٠٤ عن أبي سعيد، ٧/ ٨٤ رقم ١٩٣٣٢، ٨/ ١٣٨ رقم ٢١٦٣٤، وص ١٥٤ رقم ٢١٧١٢ عن زيد بن ثابت، ٤/ ٥٤ رقم ١١٢١١، و ٤/ ١١٨٢ رقم ١١٥٦، وأحمد في فضآئل الصحابة ٢/ ٩٧٨، وص ١٣٨٢، ١٣٨٣، وص ٧٤٧ رقم ١٠٣٢، والطبراني في الأوسط ٣/ ٣٧٤ رقم ٣٤٣٩، و ٤/ ٣٣ رقم ٣٥٤٢، والبيهقي ٢/ ١٤٨، و ٣/ ٣٠، و ١٠/ ١١٤، وصحيح ابن خريمة ٤/ ٣٦ رقم ٢٣٥٧، والطبراني في الكبير ٥/ ١٥٣ رقم ٤٩٢٣، ٤٩٢١، والصغير ١/ ١٥٠، ١٥٣، ومختصر زوائد البزار ٢/ ٣٣٣ رقم ١٩٤٦، ١٩٧٤، عن أبي هريرة، وابن كثير في البداية والنهاية ٥/ ٢٢٨ وقال فيه: قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح.

(٦) زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد سنة ٣٣ هـ، تابعي، وكان ثقة مأمونًا كثير الحديث، ورعًا، وفضائله كثيرة، وهو أشهر من نار على علم، توفي ٩٢ هـ، وقيل: ٩٤ هـ. روى له الجماعة. ينظر: تهذيب الكمال ٢٠/ ٣٨٢، وطبقات ابن سعد ٥/ ٢١١.

(٧) في (ج): بنته.

(٨) أرصدت له شيئا أرصده: أعددت له، والإرصاد: الإعداد. ينظر: لسان العرب ٣/ ١٧٧.