المهاجرين، فقال: ألا تهنوني! فقالوا: [بم يا أمير المؤمنين]⁣^(⁣١)؟ فقال: بأم كلثوم ابنة علي، وابنة فاطمة بنت رسول الله ÷، إني سمعت رسول الله ÷ يقول: «كل نسبٍ وسببٍ منقطع⁣^(⁣٢) يوم القيامة إلاَّ ما كان من نسبي وسببي»، فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله ÷ نسب وسبب. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد⁣^(⁣٣).

  قلت: ويتصل بما تقدم ذكره فائدتان:

  الأولى: في ذكر بعض ما ورد في فضيلة الصلاة على النبي ÷، والتسليم عليه، والدعاء له مما هو مذكور في الشفاء المذكور أولا⁣^(⁣٤)، وفي غيره، فعن ابن عمر سمعت رسول الله ÷ يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، وصلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ مرَّةً صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا اللهَ لي الوسيلةَ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة»⁣^(⁣٥). وعن أنس أن النبي ÷ قال: «من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات»⁣^(⁣٦). وفي رواية: «وكتبت له عشر حسنات»⁣^(⁣٧).

  وعنه أيضا عن رسول الله ÷ أن جبريل ناداني فقال: «من صلى عليك صلاة صلى الله عليه عشرًا، ورفعه عشر درجات»⁣^(⁣٨). ومن رواية عبد

(١) في (ب، ج): بمن يا أمير المؤمنين.

(٢) في (ب): ينقطع.

(٣) المستدرك ٣/ ١٤٢، وقال الذهبي: منقطع.

(٤) ينظر الشفاء في التعريف بحقوق المصطفى ٢/ ١٧١.

(٥) مسلم ١/ ٢٨٨ رقم (٣٨٤)، كتاب الصلاة - باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، ثم يصلي على النبي ÷، ثم يسأل الله الوسيلة، وأبو داود ١/ ٣٥٩ رقم (٥٢٣)، كتاب الصلاة - باب ما يقول إذا سمع المؤذن، والترمذي ٥/ ٥٤٧ رقم (٣٦١٤)، وقال: حسن صحيح، وابن خزيمة ١/ ٢١٨ رقم (٤١٨)، كتاب الصلاة - باب فضل الصلاة على النبي ÷ بعد فراغ سماع الأذان، والنسائي ٢/ ٢٥ رقم (٦٧٨)، كتاب الأذان - باب الصلاة على النبي ÷ بعد الأذان، وابن حبان ٤/ ٥٨٨ رقم (١٦٩٠)، كتاب الصلاة - باب الأذان وما ورد في فضله.

(٦) النسائي ٣/ ٥٠ رقم (١٢٩٧)، كتاب السهو - باب الفضل في الصلاة على النبي، ومسند أحمد ٣/ ١٠٢ رقم (١٢٠١٧)، وليس فيها: «ورفع له عشر درجات»، ومصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٢٥٣ رقم (٨٦٩٨)، كتاب الصلوات - باب في ثواب الصلاة على النبي، وابن حبان ٣/ ١٨٥ رقم (٩٠٤)، كتاب الرقائق - باب الأدعية.

(٧) مصنف ابن أبي شيبة ٦/ ٣٢٦ رقم (٣١٧٩٠)، كتاب الفضائل - باب ما أعطى الله محمدا.

(٨) المعجم الأوسط ٦/ ٣٥٤ رقم (٦٦٠٢) عن عمر بلفظ مقارب.