تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

فصل: [في حكم الالتزام بمذهب إمام معين]

صفحة 166 - الجزء 1

  البصري⁣(⁣١)، والإمام المنصور⁣(⁣٢). حجتنا الإجماع المعنوي من جهة الصحابة، وهو أن العوام كانوا يسألون من صادفوه⁣(⁣٣) منهم عما عرض لهم من دون إلزام لهم بذلك، ولا إنكار على من لم يلتزم مذهبًا معينًا كما هو معلوم ظاهر⁣(⁣٤).

  قوله: (وغير المجتهد إما أن ينوي الالتزام لقول⁣(⁣٥) معين أم لا، الأول: الملتزم، والثاني: إن عمل فمقلد وإلاَّ فمستفت، وهو أعمها) يعني أن غير المجتهد إن نوى الالتزام لقول إمام معين فهو الملتزم، وإن لم ينو ذلك، فإن عمل بقول إمام فهو المقلد، ولا يلزمه⁣(⁣٦) حكم الملتزم الذي سيأتي، وإن سأل الإمام فقط ولم يعمل⁣(⁣٧) بقوله فهو المستفتي، وله أن يعمل بأي أقوال المفتين شاء، والمستفتي أعم من المقلد والملتزم، كما يفهم من التقسيم المذكور. قال المؤلف أيده الله تعالى: وهذا التفسير للثلاثة هو الصحيح الذي لا يقع فيه تناقض، كما قد وقع في المنتهى، وبسببه اضطرب كلام الإمام⁣(⁣٨) في الغيث، فطول في علاج تقويم ما حكاه عن ابن الحاجب، وجعل التقليد هو الالتزام، فوقع التطويل، ولم يحصل منه غرض التصحيح، وقد بينه أيده الله تعالى في موضع له⁣(⁣٩). هكذا نقل عنه أيده الله⁣(⁣١٠).

  قوله أيده الله تعالى: (ولا يعمل أيهم بقولين فصاعدًا على صورة [تخرق الإجماع فيها]⁣(⁣١١)، أي لا يجوز لأي الثلاثة المذكورين أن يعمل بقولين مختلفين لإمامين، أو


= في (ب، ج): وولده أحمد.

(١) أبو الحسين، محمد بن علي بن الطيب، البصري، أحد أئمة المعتزلة، وصاحب التصانيف الكلامية، ولد في البصرة وسكن بغداد، له اطلاع كبير، كان فصيحا بليغا، عذب العبارة، يتوقد ذكاء، توفي ببغداد في ربيع الآخر سنة (٤٣٦ هـ) وله المعتمد في أصول الفقه، وتصفح الأدلة، وغرر الأدلة، وشرح الأصول الخمسة، وكتاب في الإمامة. انظر: سير أعلام النبلاء ١٧/ ٥٨٧ رقم (٣٩٣)، والأعلام للزركلي ٦/ ٢٧٥.

(٢) هو الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان، إمام الجهاد والاجتهاد، ولد سنة ٥٦١ هـ، ودعى إلى الله سنة ٥٩٤ هـ، ومكث يجاهد بلسانه وسنانه فِرَقَ البغي حتى توفي بكوكبان، ثم نقل إلى بُكُرٍ من قرى كوكبان، ثم إلى ظفار، وقبره مشهور مزور، وله مؤلفات شهيرة منها: (المهذب، والشافي، وصفوة الاختيار، والدر المنثور، والرسالة الناصحة وشرحها، والعقد الثمين)، وغيرها كثير. ينظر في ترجمته أعلام المؤلفين الزيدية ص ٥٧٨، والتحف شرح الزلف ٢٤١، والحدائق الوردية ٢/ ٢٤٧، والسيرة المنصورية لأبي فراس دعثم، تحقيق الدكتور عبد الغني محمود عبد العاطي - دار الفكر - بيروت - ط (١٤١٤ هـ)، وتاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي ٣/ ٣٧.

(٣) في (ب، ج): صادفوا.

(٤) المنهاج شرح المعيار ص ٣٤٤، والكاشف لذوي العقول ص ٤٣١، وشرح الغاية ٢/ ٦٨٥.

(٥) في (ج): بقول.

(٦) في (ب): ولا يلزم.

(٧) في (ب، ج): ولما يعمل.

(٨) في (ب، ج): الإمام المهدي.

(٩) في (ب، ج): موضوع.

(١٠) ينظر: الأنوار الهادية شرح الكافل، تأليف: محمد بن يحيى حابس الصعدي (ت: ١٠٦١ هـ)، مخطوط ص ٣٤٤.

(١١) في (ب، ج، ش): يخرق فيها الإجماع.