كتاب الطهارة
  واحتجوا من القياس بجريه في مجرى البول، وبإيجابه الغسل فأشبه الحيض(١).
  وذهب الشافعي(٢) ¦ إلى أنه طاهرٌ مستدلاً بنحو ما رواه مسلم، وغيره عن عائشة أنها كانت تفركه من ثوب رسول الله ÷(٣).
  وزاد في رواية أبي داود فيصلي فيه. وللنسائي مثله، ولم يذكر الغسل(٤).
  قلنا: ولا صرح بعدمه، وقد ذكر في الروايات الأخر.
  قالوا: على وجه الاستحباب.
  قلنا: الظاهر خلافه.
  قالوا: قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}(٥) والقول بنجاسة أصلهم ينافي تكريمهم.
  قلنا: التكريم بالتركيب السوي، وبالصلاحية للتكليف، وغير ذلك.
  قالوا: مبدأ خلق الإنسان كالطين.
  قلنا: لا قياس مع النص، ثم هو معارض بقياسنا المتقدم.
  وأما رواية الدارقطني عن عائشة(٦) قالت: ربما حتته من ثوب رسول الله ÷ وهو يصلي(٧).
  ورواية ابن خزيمة(٨) عنها أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله ÷
= غسله ثوبه ص ٣٤ رقم (١١٥)، برواية يحيى بن يحيى بن كثير الليثي الأندلسي - دار الفكر للطباعة - بيروت - لبنان - ط ١ (١٤٠٩/ ١٩٨٩ م).
(١) انظر: شفاء الأوام ١/ ١٠٨، وشرح الأزهار ١/ ٣٥، والبيان الشافي ١/ ٣٥، والتحرير ١/ ٥٥.
(٢) انظر: المهذب ١/ ١٦٨.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب حكم المني ص ١٧٠ رقم (١٠٦)، والترمذي في سننه، كتاب الطهارة - باب في المني يصيب الثوب ص ٣٢ رقم (١١٦).
(٤) سنن أبي داود، كتاب الطهارة - باب المني يصيب الثوب ص ٨٠ رقم (٣٦٧)، وسنن النسائي، كتاب الطهارة - باب غسل المني من الثوب ص ٥١ رقم (٢٩٤).
(٥) سورة الإسراء: ٧٠.
(٦) عائشة: هي أم المؤمنين زوج رسول الله ÷، بنت أبي بكر الصديق ¥، روت الكثير من الأحاديث عن رسول الله ÷، وكانت من أفقه النساء ومن المفتين بالمدينة، توفت بالمدينة عام (٥٨ هـ/٦٧٨ م)، روي عنها (٢٢١٠) أحاديث، توفي رسول الله وعمرها (١٨) سنة. انظر: سير أعلام النبلاء ٤/ ٥، وأسد الغابة ٧/ ١٨٨، وشرح الأزهار ٣/ ٢٨.
(٧) سنن الدار قطني - كتاب الصلاة - باب ما ورد في طهارة المني حكمه رطبا ويابسا ١/ ١٢٥.
(٨) ابن خزيمة: أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، ولد سنة ٢٢٣ هـ، محدث، وفقيه، =