تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 203 - الجزء 1

  واحتجوا من القياس بجريه في مجرى البول، وبإيجابه الغسل فأشبه الحيض⁣(⁣١).

  وذهب الشافعي⁣(⁣٢) ¦ إلى أنه طاهرٌ مستدلاً بنحو ما رواه مسلم، وغيره عن عائشة أنها كانت تفركه من ثوب رسول الله ÷(⁣٣).

  وزاد في رواية أبي داود فيصلي فيه. وللنسائي مثله، ولم يذكر الغسل⁣(⁣٤).

  قلنا: ولا صرح بعدمه، وقد ذكر في الروايات الأخر.

  قالوا: على وجه الاستحباب.

  قلنا: الظاهر خلافه.

  قالوا: قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}⁣(⁣٥) والقول بنجاسة أصلهم ينافي تكريمهم.

  قلنا: التكريم بالتركيب السوي، وبالصلاحية للتكليف، وغير ذلك.

  قالوا: مبدأ خلق الإنسان كالطين.

  قلنا: لا قياس مع النص، ثم هو معارض بقياسنا المتقدم.

  وأما رواية الدارقطني عن عائشة⁣(⁣٦) قالت: ربما حتته من ثوب رسول الله ÷ وهو يصلي⁣(⁣٧).

  ورواية ابن خزيمة⁣(⁣٨) عنها أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله ÷


= غسله ثوبه ص ٣٤ رقم (١١٥)، برواية يحيى بن يحيى بن كثير الليثي الأندلسي - دار الفكر للطباعة - بيروت - لبنان - ط ١ (١٤٠٩/ ١٩٨٩ م).

(١) انظر: شفاء الأوام ١/ ١٠٨، وشرح الأزهار ١/ ٣٥، والبيان الشافي ١/ ٣٥، والتحرير ١/ ٥٥.

(٢) انظر: المهذب ١/ ١٦٨.

(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب حكم المني ص ١٧٠ رقم (١٠٦)، والترمذي في سننه، كتاب الطهارة - باب في المني يصيب الثوب ص ٣٢ رقم (١١٦).

(٤) سنن أبي داود، كتاب الطهارة - باب المني يصيب الثوب ص ٨٠ رقم (٣٦٧)، وسنن النسائي، كتاب الطهارة - باب غسل المني من الثوب ص ٥١ رقم (٢٩٤).

(٥) سورة الإسراء: ٧٠.

(٦) عائشة: هي أم المؤمنين زوج رسول الله ÷، بنت أبي بكر الصديق ¥، روت الكثير من الأحاديث عن رسول الله ÷، وكانت من أفقه النساء ومن المفتين بالمدينة، توفت بالمدينة عام (٥٨ هـ/٦٧٨ م)، روي عنها (٢٢١٠) أحاديث، توفي رسول الله وعمرها (١٨) سنة. انظر: سير أعلام النبلاء ٤/ ٥، وأسد الغابة ٧/ ١٨٨، وشرح الأزهار ٣/ ٢٨.

(٧) سنن الدار قطني - كتاب الصلاة - باب ما ورد في طهارة المني حكمه رطبا ويابسا ١/ ١٢٥.

(٨) ابن خزيمة: أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، ولد سنة ٢٢٣ هـ، محدث، وفقيه، =