كتاب الطهارة
  فذهب مالك(١) وأبو حنيفة(٢) إلى نجاسته، إلا أن أبا حنيفة قال: يكفي في طهارته(٣) فركه إذا كان يابسا، وهي رواية عن أحمد(٤).
  وقال مالك: لا بد من غسله رطبًا ويابسا(٥).
  وقال الليث(٦): هو نحس ولا تعاد الصلاة منه(٧).
  وقال الحسن بن صالح(٨): لا تعاد الصلاة من المني في الثوب، وإن كان كثيرا، وتعاد منه إن كان في الجسد وإن قل(٩).
  وذهب كثيرون إلى أن مني الآدمي طاهر، وروي ذلك عن علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر(١٠)، وعائشة، [وداود](١١) وأحمد في أصح الروايتين عنه(١٢)، وهو مذهب الشافعي(١٣) وأصحاب الحديث(١٤)، وقد غلط من أوهم أن الشافعي منفرد بالقول بطهارته. انتهى(١٥).
(١) انظر: تنوير المقالة في حل ألفاظ الرسالة ١/ ٣٩٥، وعيون المجالس ١/ ٢٠١.
(٢) انظر: الهداية ١/ ٣٦ - ٣٧، والبدائع ١/ ٦٠ - ٦١، واللباب في شرح الكتاب ١/ ٥١.
(٣) في شرح مسلم: تطهيره. وينظر: مختصر الطحاوي ص ٣١.
(٤) المغني ١/ ١٩٩.
(٥) انظر: عيون المجالس ١/ ٢٠١.
(٦) أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفَهْمِيُّ المصري، ولد سنة (٩٤ هـ)، محدث، حافظ، وفقيه مشهور، توفي | في سنة (١٧٥ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء ٨/ ١٣٦ - ١٦٣ رقم (١٢)، وتذكرة الحفاظ ١/ ٢٢٤ - ٢٢٧ رقم (٢١٠).
(٧) شرح الأزهار ١/ ٣١.
(٨) الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي أبو عبد الله، المولود سنة (١٠٠ هـ)، من زعماء الفرقة البترية من الزيدية، كان فقيها مجتهدًا متكلما، توفي متخفيا بالكوفة سنة ١٩٦ هـ، ومن رجال الحديث الثقات، وله مصنفات منها الجامع في الفقه. انظر: سير أعلام النبلاء ٧/ ٣٦١ - ٣٧١ رقم (١٣٤)، الأعلام ٢/ ٢٠٨، وشرح الأزهار ٣/ ١١.
(٩) ينظر: شرح الأزهار ١/ ٣١.
(١٠) عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي أبو عبد الرحمن، ولد قبل الهجرة بعشر سنوات، نشأ في الإسلام، وهاجر إلى المدينة مع أبيه، وشهد فتح مكة، وأفتى في الإسلام ستين سنة، غزا أفريقية مرتين، وكُفَّ بصره في آخر حياته، له في كتب الحديث نحو (٧٠٠) حديثا، توفي سنة (٧٣ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء ٣/ ٢٠٣ رقم (٤٥)، والاستيعاب ٣/ ٨٠ رقم (١٦٣٠).
(١١) ما بين المعقوفتين زيادة من شرح مسلم، انظر: المحلى بالآثار ١/ ١٣٤.
(١٢) انظر: المقنع في فقه إمام السنة أحمد بن حنبل الشيباني ١/ ٨٦، للإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي - المكتبة السلفية - القاهرة - ط ٢ (بدون تاريخ). وبداية المجتهد ١/ ٨٢.
(١٣) انظر: الأم ١/ ٢١٩، والمهذب ١/ ١٦٨.
(١٤) انظر: شفاء الأوام ١/ ١٠٥، ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار ١/ ٦٩، كتاب الطهارة - باب ما جاء في المني.
(١٥) شرح مسلم ١/ ١١٨.