تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب النجاسات

صفحة 223 - الجزء 1

  مأكول عنده فقيل: لم يوجد له تصريح بذلك⁣(⁣١). ذكره في الزهور.

  وعن الباقر، والصادق⁣(⁣٢) والناصر⁣(⁣٣) والحنفية: أن شعره طاهرٌ كشعر الميتة⁣(⁣٤). قلنا: هو بالخنزير أشبه؛ إذ نجاستهما أصلية، ونجاسة الميتة طارئة، ولما تقدم من ثبوت نجاسة⁣(⁣٥) سائر أجزائه بقياس الأولى. والله أعلم.

  وأما الخنزير: فالمذهب - وهو قول الأكثر - أنه نجس جميعه⁣(⁣٦)؛ [لقوله تعالى]⁣(⁣٧): {أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ}⁣(⁣٨).

  [قال في البحر]⁣(⁣٩): والضمير للخنزير؛ إذ هو الأقرب⁣(⁣١٠)، ويصح عود الضمير إليه بخلاف نحو: غلام زيد ضربته، فإنه لا يصح عود الضمير إلى زيد؛ لبقاء


(١) انظر: الكافي في الفقه على مذهب أهل المدينة ١/ ٢٨، للإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الأندلسي (ت: ٣٦٨ - ٤٦٣ هـ) - مؤسسة النداء - ط ١ (١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م).

(٢) الصادق: أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، الهاشمي العلوي الإمام وأحد السادة الأعلام، ولد سنة (٨٠ هـ)، وقيل: (٨٣ هـ)، سادس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، وإليه ينسب المذهب الجعفري الإمامي، وله منزلة رفيعة في العلم، روى عنه مالكم، وأبو حنيفة، والثوري، وابن عيينة، ويحيى القطان، وسائر العظماء، وقال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه منه، توفي (١٤٨ هـ)، وقيل: (١٨٥ هـ)، قال الذهبي: لم يحتج به البخاري واحتج به سائر الأئمة، وهو أشهر من نار على علم. انظر: انظر تراجم رجال الأزهار ٣/ ١٠، والبحر الزخار ١/ ١٢، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٤٠١ - ٤٠٩ رقم (١٥٨)، وتهذيب الكمال ٥/ ٧٤ - ٩٨ رقم (٩٥٠).

(٣) الناصر: هو أبو محمد الحسن بن علي بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسني الإمام الناصر الكبير الأطروش؛ لطرش أصابه في أذنيه، ولد بالمدينة سنة (٢٣٠ هـ)، وكان عالما، شجاعا، ورعًا، زاهدًا، وكان شاعرًا مفلقا جامعا لعلم القرآن والكلام والفقه والحديث والأدب والأخبار واللغة، وإليه تنسب الناصرية، ثالث أئمة الزيدية بطبرستان، وشيخ الطالبيين وعالمهم، بويع له بالإمامة سنة (٢٨٤ هـ)، أسلم على يديه أهل الجيل والديلم. وقد أثنى عليه الكثير، قال عنه الطبري: لم ير الناس مثل عدل الأطروش وحسن سيرته وإقامته الحق، توفي سنة (٣٠٤)، له مؤلفات كثيرة منها البساط، والباهر، والمغني، والتفسير الذي احتج فيه بألف بيت من ألف قصيدة، والحجج الواضحة في الإمامة على طريق الزيدية، وكتب أخرى، قيل: إنها تزيد على ثلاثمائة. انظر: الحدائق الوردية ٢/ ٥٥، والشافي للإمام عبد الله بن حمزة ١/ ٣٠٨، والفلك الدوار في علوم الحديث والفقه والآثار، لصارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير - مكتبة التراث الإسلامي - صعدة - دار التراث اليمني - صنعاء - ط ١ (١٤١٥ هـ/١٩٩٤ م). والتحف شرح الزلف ص ١٨٤، وتاريخ الطبري، حوادث سنة ٣٠٤ هـ.

(٤) انظر: الهداية شرح بداية المبتدي ١/ ٢٦، والبحر الزخار ١/ ١٢، والتاج المذهب ١/ ٢١.

(٥) في (ب): من ثبوت سائر.

(٦) انظر: التاج المذهب ١/ ٢١، والبحر الزخار ١/ ١٢، والهداية شرح بداية المبتدي ١/ ٢٦.

(٧) في (ش): ودليل نجاسته قوله.

(٨) سورة الأنعام: ١٤٥.

(٩) ما بين المعقوفتين من (ش).

(١٠) في (ش): إذ هو أقرب المذكورين.