تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 227 - الجزء 1

  على الأصح، ولا فرق في ذلك بين مأكول اللحم والآدمي⁣(⁣١) وغيرهما⁣(⁣٢). وقيل: إن الحياة تحل أصولها، وفيه نظر؛ لأن الحياة تحتاج إلى بنية مخصوصة من لحم ودم، أو ما يقوم مقامهما، والأصول المذكورة ليست كذلك⁣(⁣٣). وعند الشافعي: أن الشعر والوبر والصوف طاهر من المأكول، خاصة إذا فصلت منه قبل موته أو بعد تذكيته، وكذلك ريش المأكول قياسًا عليها، وكذلك شعر الآدمي مطلقًا.

  وأما من غير الآدمي وغير المأكول فنجسة، سواء أبينت حال الحياة أم بعد الموت، وكذلك شعر العضو المبان من المأكول لحمه إذا قطع حال حياته فإنه نجس عنده كشعر الميتة⁣(⁣٤). وعند المرتضى⁣(⁣٥) وأبي العباس⁣(⁣٦): أن كل ما انفصل من شعر غير المأكول وظفره ونحوهما فهو نجس، وسواء انفصل في حال حياته أو بعد موته ولو من آدمي، وقيل: أما من الآدمي فمرادهما بعد موته⁣(⁣٧).

  فرع: وما قطع من جسد الحي وبقي متصلا بجانب منه، وزالت منه الحياة فهو طاهر حتى ينفصل كله على المصحح⁣(⁣٨) للمذهب⁣(⁣٩)، وعن المؤيد أنه نجس تجب إزالته


(١) في (ب، ج): بين الآدمي ومأكول اللحم.

(٢) انظر: شرح الأزهار ١/ ٣٧.

(٣) انظر: التاج المذهب ١/ ٢٠.

(٤) انظر: المهذب ١/ ٦٠.

(٥) المرتضى: هو الإمام أبو القاسم محمد المرتضى بن الإمام يحيى الهادي بن الحسين. كان عالِمًا ورعًا، أصوليًّا مفسرًا فقيهًا شجاعًا، دعا إلى الله بعد وفاة أبيه سنة ٢٩٨ هـ، واستمر نحو ستة أشهر، ثم سلم الولاية لأخيه أحمد الناصر، وتوفي بصعدة سنة ٣١٠ هـ ودفن إلى جنب أبيه وقبره مشهور مزور. له مؤلفات كثيرة منها: الإيضاح في الفقه، والنوازل، والنبوة، والإرادة، والمشيئة، والتوبة والرد على الروافض، والرد على القرامطة، والشرح والبيان، والرضاع، وتفسير القرآن، ومسائل الطبريين، ومسائل ابن الناصر، ومسائل البيوع، وجواب علي بن الفضل القرمطي، وغيرها. انظر: الحدائق ٢/ ٤١٠، والتحف ص ١٩٠، والأعلام للزركلي ٧/ ١٣٥، والشافي ١/ ٣١٩.

(٦) أبو العباس: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي الحسني، الإمام الحافظ الحجة، شيخ الأئمة، قال الإمام عبد الله بن حمزة: المتكلم الفقيه المناظر المحيط بألفاظ علماء العترة، منه اتصل إسناد أهل اليمن والجيل، توفي سنة ٣٥٣ هـ، وله النصوص، وشرح المنتخب والأحكام، والمصابيح. انظر: الشافي ١/ ٣١٨، والتحف ص ١٨٩، والبحر الزخار ١/ ١٣.

(٧) انظر: البحر الزخار ١/ ١٤، والبيان الشافي ١/ ٤١.

(٨) في (ب): على الصحيح.

(٩) انظر: شرح الأزهار ١/ ٣٧، والبيان الشافي ١/ ٤١.