تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

الباب الأول

صفحة 26 - الجزء 1

  كما اعتاد اليمنيون على إحياء عدد من المناسبات التي كانوا يحتفلون بها، من ذلك:

  الاحتفالات الدينية: كالاحتفال بقدوم شهر رمضان ولياليه، وعيد الفطر، والأضحى، وأول جمعة من شهر رجب، وليلة السابع والعشرين من رجب، وليلة النصف من شعبان، وغيرها، كالاحتفال بتوديع واستقبال الحجاج.

  كما كان لليمن وسائل ترفيه كالخروج إلى المنتزهات، وارتياد البساتين، وهي من أشهر وسائل الترفيه، وكذلك الفروسية، والرماية. وقد شكل جانبا مهما من الجوانب الاستعراضية التي تقام في الأعياد والمناسبات، وكذلك السباحة والتنزه في البحر، وهي من أهم الأماكن التي يسيرون إليها للترفيه والتسلية، وتقضية الأوقات الجميلة في السباحة، وصيد الأسماك، والاستمتاع بالهواء الطيب، والشمس المشرقة؛ فالبحار كانت من أفضل المتنفسات التي يخرج إليها الناس للترويح عن أنفسهم.

  ويذكر أن أهالي زبيد وما جاورها كانوا في موسم نضوج النخل ينزلون إلى سواحل تهامة للسباحة والغوص، والاستمتاع بهواء البحر الطيب الجميل، وكذلك امتلاك الحيوانات والتسلي بها بأنواعها⁣(⁣١).

  أما العادات والتقاليد في اليمن فقد تباينت العادات والتقاليد المنتشرة بين أفراد المجتمع؛ إذ كان لكل أفراد فئة اجتماعية عاداتهم التي تميزوا بها عن غيرهم مع وجود بعض العادات المشتركة التي فرضها أسلوب حياتهم من ذلك:

  أ - عادة الزواج والمصاهرة: وهو الأساس الأول في بناء الأسرة في أي مجتمع، وقد اهتم اليمنيون بأمر اختيار الزوجة لبناء أسرهم، وأصبحوا لا يعطونها إلا من يستحق، ولا يأخذون إلا من يستحق. علمًا بأن الزواج في اليمن أكثر ما ينحصر بين أفراد الفئة الواحدة دون غيرها، إلا فما ندر.

  ب - المهر: ويعد المهر شرطًا أساسيا من شروط الزواج، لا بد أن يتم الاتفاق عليه بين العروسين، ويلعب الوضع المادي للعريس دورا كبيرا في تحديد ما يفرض عليه


(١) انظر: بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب ٣/ ١٧، لمحمد شكر الأوسي البغدادي - دار الكتب العلمية - بيروت، ونهاية الأرب في فنون الأدب ص ٢٠٣ - ٢٠٤، لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة - (١٩٦٤ م).