تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

القسم الأول: القسم الدراسي

صفحة 27 - الجزء 1

  من مهر قد يرتفع وينخفض. وقد نلاحظ المغالاة في المهور بين أفراد طبقة خاصة؛ لما كان يشتري للعروس من ملابس وأدوات وحلي وذهب وفضة وغيرها. وقد ظهرت المغالاة في المهور بين الفئات البسيطة في المجتمع، حتى إن العريس يعجز عن دفع ما يفرض عليه من أهل العروس، مع العلم أن هذه الظاهرة لم تكن منتشرة بين جميع الفئات؛ إذ نلاحظ الزهد فيها بين أفراد العلماء والفقهاء الذين لم يكونوا يبحثون لبناتهم عن من يدفع الكثير من الأموال الكثيرة بقدر ما يبحثون لهن عن الرجل الصالح الذي يعرف دينه وعلمه.

  كما كان للعرس تجهيز مراسيم الزواج؛ لتهيئة يوم الدخلة، وكان العقد يسبق الدخلة بأيام أو ساعات. ويبدو أنه لا يتم قبل ذلك، كما لا يتم العقد إلا بتوفر شروط الزواج، وكما انتشرت عادت الطرح، وذلك بوضع المال في ظروف، ويكتبون أسماءهم عليها، كما اشتهرت النقوط بين النساء في الأعراس، والأختان، والولاة، ولا ترد المرأة النقط إلا في مناسبة مثلها.

  كما انتشرت بصورة واسعة كرم الضيافة في الولائم وغيرها، بصورة واسعة بين الناس الذين تنافسوا على اختلاف مراتبهم لإكرام الضيف، كما كان التعاون والتكافل الاجتماعي من أبرز الصفات التي اتصف بها المجتمع اليمني، وكذلك عادات المآتم؛ فقد اختلف الناس في التعامل معها، إلاَّ أن أجمل ما جمع بينهم في مثل هذه المواقف هو التكافل عند حدوث الوفاة، ومشاركة الأصدقاء والجيران لأهالي المتوفى أحزانهم منذ اللحظة الأولى للوفاة.

  علمًا بأن عادة اليمنيين زيارة المريض، ومشاركة أهله وتلقينه الشهادة حتى إذا مات مات عليها، وعند الموت يتكاتف الجميع، فمنهم من يذهب لحفر القبر، ومنهم من يأمر أهله بإعداد الطعام للضيوف الذين قد يبيتون في القرية مدة ثلاثة أيام مدة القراءة عليه.

  ولا شك أن هناك عادات وظواهر خاطئة انتشرت بين الناس بصورة فردية أو جماعية بصورة نادرة مثل جريمة القتل، وهي من أبرز الجرائم التي يتضرر بها أي