قال رسول الله ÷: «إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه في الثامنة بالتراب»⁣^(⁣١).

  وفي بعض الروايات: «السابعة بالتراب»⁣^(⁣٢). وفي ذلك روايات وأحاديث أخر نحو ما ذكر، وحملها أهل المذهب على الندب⁣^(⁣٣)؛ لما رواه أبو هريره أن النبي ÷ قال: «إذا ولغ الكلب في الإناء اهريق وغسل ثلاث مرات». حكاه في الانتصار⁣^(⁣٤). وعنه عن النبي ÷ أنه قال في الكلب يلغ في الإناء أنه يغسل ثلاثا أو خمسا أو سبعا⁣^(⁣٥). حكاه في الشفاء وغيره. ويعتبر في التسبيع عند من يقول به أن يزول أثر النجاسة بالغسلة الأولى، فلو لم يزل إلا بغسلات حسبت كلها واحدة على الأصح⁣^(⁣٦). قالوا: ويكفي السبع وإن تعدد الولوغ من كلب أو كلاب، أو ينجس المحل بنجاسة أخرى، وكالسبع الغسلات أن يغمس المغسول في ماء كثير، ويحرك سبع مرات، أو يجرى عليه الماء سبع جريات، لكن يعتبر في هاتين الصورتين أن يكون الماء كدرًا؛ لتقوم كدورته مقام الترتيب. قالوا: ولا يكفي مزج الماء بغير التراب⁣^(⁣٧) كالصابون والأشنان وسحاقة الخزف، ولا بتراب نجس أو مخلوط بدقيق أو نحوه، أو مستعمل لقربة.

= تبوك، شهد بيعة الشجرة، مات بالبصرة سنة (٥٩ هـ)، وقيل: سنة (٦٠ هـ)، خرج له الهادي للحق، والأخوان: المؤيد بالله، وأبو طالب، والجماعة. انظر: سير أعلام النبلاء ٢/ ٤٨٣ رقم (٩٩)، والإصابة ٢/ ٣٦٤ رقم (٤٩٧٣)، والاستيعاب ٣/ ١١٨، وأسد الغابة ٣/ ٣٩٥، لوامع الأنوار ٣/ ١٣٤.

(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب حكم ولوغ الكلب ص ١٦٧ رقم (٢٨٠)، وأبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب الوضوء بسؤر الكلب ص ٣١ رقم (٧٤)، والنسائي في سننه، كتاب المياه - باب تعفير الإناء بالتراب من ولوغ الكلب فيه ص ٥٩ رقم (٣٣٥)، وشفاء الأوام ١/ ١١٠ - ١١١.

(٢) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب الوضوء بسؤر الكلب ص ٣١ رقم (٧٣).

(٣) انظر: البحر الزخار ١/ ٢١.

(٤) الانتصار ١/ ٥١٦، وأخرجه الدار قطني في سننه، كتاب الطهارة - باب ولوغ الكلب في الإناء ١/ ٦٥ رقم (١٤)، وقال: تفرد به عبد الوهاب عن إسماعيل وهو متروك الحديث وغيره يرويه عن إسماعيل بهذا الإسناد: «فاغسلوه سبعا» وهو الصواب، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى - كتاب الطهارة - باب غسل الإناء من ولغ الكلب سبع مرات ١/ ٢٠ رقم (١٠٧٦)، ومصنف عبد الرزاق، كتاب الطهارة - باب الكلب يلغ في الإناء ١/ ٩٧ رقم (٣٣٣).

(٥) أخرجه في مصنف عبد الرزاق ١/ ٩٧ رقم (٣٣٣) باب الكلب يلغ في الإناء.

(٦) انظر: الانتصار ١/ ٤٩٨، وشفاء الأوام ١/ ١١٠ - ١١١.

(٧) في (ب): بعد التراب.