الباب الأول
  مجتمع من المجتمعات، لكنها محدودة ولم تنتشر بشكل واسع بين الناس، وكذلك جريمة السرقة؛ وذلك بسبب الأوضاع المادية والمعيشية للناس؛ حيث اختلف الوضع المادي والمعيشي للناس في العصر المذكور باختلاف مستوى دخلهم وكان لها دورها في قيام بعضهم بارتكاب هذه الجريمة وغيرها من الجرائم(١).
المبحث الرابع: الحالة الاقتصادية:
  حظي الاقتصاد اليمني بعناية كبيرة في هذه الفترة، لا سيما في عهد الدولة الطاهرية التي بسطت نفودها على معظم المناطق اليمنية في ذلك الوقت؛ فقد حافظت على طرق التجارة وعينت الحراس لحمايتها، وكانت غالبًا ما ترسل الحملات التأديبية لقبيلة أو أهل مدينة إذا عرف أنهم تعرضوا للقوافل التجارية للسلب والنهب. ومما اهتم به أهل اليمن في هذه الفترة:
  أولا: الزراعة: شكلت الزراعة المصدر الأول والأساسي الذي اعتمد عليه سكان اليمن في حياتهم ومعيشتهم اليومية، وقد عمل فيها السواد الأعظم منهم، وأصبح قوت جميع أفراد المجتمع في إنتاجهم الزراعي، وكانت الزراعة كأي نشاط اقتصادي آخر في حاجة إلى مقومات تساعده على الاستمرار والتطور، وقد وجدت الكثير من المقومات البشرية والطبيعية التي ساعدت على تطور النشاط الزراعي، وتنوعت الزراعة في اليمن، وتعد الحبوب بأنواعها - الذرة، والقمح، والشعير، والأرز، والسمسم - من أهم منتجات ذلك العصر.
  ثانيا: الثروة الحيوانية: أعطى اليمنيون منذ القدم جل اهتمامهم للثروة الحيوانية؛ لحاجتهم الماسة إليها في حياتهم؛ ولاستخدامها في أغراضهم الخاصة كالمواشي والدواب التي اعتمد الناس عليها في مأكلهم ومشربهم وملبسهم وركوبهم وأحمالهم وتنقلاتهم وحروبهم. وتعد الأغنام بأنواعها والأبقار والجمال والحمير والخيول أهم مصادر هذه الثروة(٢).
(١) انظر: بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب ٣/ ١٧، ونهاية الأرب في فنون الأدب ص ٢٠٣ - ٢٠٤.
(٢) انظر: بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب ٣/ ٤١٧، و أعمال الإمام شرف الدين المعمارية بمدينة صنعاء، بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي الخامس للحضارة اليمنية، صنعاء الحضارة والتاريخ - جامعة صنعاء - (٣٠ أغسطس - ١ سبتمبر ٢٠٠٤ م). والإمام شرف الدين ودوره السياسي في اليمن ص ٩١٢ - ٩٦٥ - رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث، محمد فيصل الأشول.