تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب المياه

صفحة 279 - الجزء 1

باب المياه

  (إنما ينجس منها مجاورا النجاسة، وما غيرته ولو كثيرًا⁣(⁣١) حتى يصلح، أو وقعت فيه قليلا راكدًا مطلقا خلافا للقاسم [هب]⁣(⁣٢) أو متغيرًا بطاهرٍ حتى يصلح، والملتبس مغيره⁣(⁣٣) مطهر، ويتحرى الهادوي بشروطه ويعتبر الانتهاء) هذه الجملة قد اشتملت على مسائل:

المسألة الأولى: في الكلام على لفظ المياه وقسمتها

  أما لفظ المياه فأصله: موَاه، قلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها، ومفردها ماء، وأصله⁣(⁣٤) مَوَهٌ بالتحريك، فقلبت الواو ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، وأبدلت الهاء همزة على غير قياس، فإذا جُمِعَ أو صغر عادت إلى أصلها، فيقال: مياه وأمواه ومويه⁣(⁣٥).

  وأما قسمتها: فهي قراح، ومشوب. فالقراح: هو النازل من السماء، والنابع من الأرض الباقي على أصل خلقته التي خلقه الله عليها، لم يشبه بشائب عيني ولا حكمي، والمشوب بخلافه، وسيأتي تفصيل الكلام فيه.

المسألة الثانية: في بيان ما ينجس من المياه

  وذلك أربعة أنواع: النوع الأول: مجاورا النجاسة، وهما المجاور الأول الذي اتصل بعين النجاسة، والمجاور الثاني المتصل بالمجاور الأول.

  أما المجاور الأول: فمتفق على نجاسته بين من اعتبر المجاورة.

  وأما الثاني: فنجسٌ عند أبي العباس والمؤيد⁣(⁣٦)، طاهر عند أبي طالب⁣(⁣٧)، وقد اختلف في تحديد المجاور.


(١) في (ب): ولو كثر.

(٢) ما بين القوسين من (ب، ج)، وهب نعني أنه ما ذهب إليه الإمام شرف الدين.

(٣) في (ب، ج): والملتبس بغيره طاهر مطهر.

(٤) في (ج): فأصله.

(٥) انظر: الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ١/ ١٩٢، ١٩٣، تأليف: أحمد بن يوسف ا لمعروف بالسمين الحلبي (ت: ٧٥٦ هـ)، تحقيق: الدكتور أحمد محمد الخراط - دار القلم - دمشق - ط ١ (١٤٠٦ هـ/١٩٨٦ م). وإملاء ما منَّ به الرحمن، لأبي البقاء العكبري ١/ ٢٤.

(٦) انظر: الانتصار ١/ ٤٩٤، والبحر الزخار ١/ ٢٧.

(٧) انظر: التحرير ١/ ٥٩.