تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 282 - الجزء 1

  وأما ما حكاه النجري⁣(⁣١) عن الإمام المهدي من أن الماء المتغير بالنجس لا يعود إلى أصله بزوال تغيره، بخلاف المتغير بالطاهر فبعيد. والله أعلم.

  وفي الزهور ما لفظه: قال في الروضة⁣(⁣٢): فإن زال تغيره طهر. ذكره المنصور بالله [في]⁣(⁣٣) الزوائد، وكذا ذكره الفقيه يحيى. قيل: وفي تعليل الشرح ما يدل على نجاسته.

  وفي مهذب الشافعي: إذا زال التغير بورود ماءٍ عليه أو بنقصان منه والباقي قلتان طهر، وكذا إذا زال التغير بنفسه لا إذا [تغير]⁣(⁣٤) بساتر كالكافور. وفي التراب وجهان: يطهر؛ لأنه مغير، ولا يطهر؛ لأنه ساتر⁣(⁣٥). انتهى.

  وفي البحر: عن العترة وأبي حنيفة وأصحابه والشافعي: أن الكثير يطهر بزوال تغيره لا بعلاج، إلاَّ بالماء إذ زال موجب تنجسه⁣(⁣٦).

  النوع الثالث: ما وقعت فيه النجاسة حال كونه قليلاً راكدًا، وسواء غيرت النجاسة أحد أوصافه أم لا، وإلى هذا أشار المؤلف أيده الله بقوله: "مطلقًا"، وهذا مذهب الأكثر؛ واستدلوا على ذلك بخبر الاستيقاظ والولوغ، فإن ظاهرهما يدل على أن الماء القليل ينجس بملاقاة النجاسة وإن لم تُغَيِّرْ شيئا من أوصافه.

  وذهب كثير من العلماء إلى أن القليل كالكثير في أنه لا يحكم بنجاسته إلاَّ إذا غيرت النجاسة أحد أوصافه، وهذا هو المشهور عن القاسم⁣(⁣٧)، ومالك⁣(⁣٨)، واختاره


(١) علي بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن ناصر النجري، أحد علماء الزيدية في القرن التاسع، من تلاميذ الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى، اعتنى بفقه الإمام المهدي ولازمه، توفي نحو سنة ٨٤٠ هـ، وله: الأنوار وجلاء الأثمار المفتح لكمائم الأزهار المنتزع من الغيث المدرار. ينظر: أعلام المؤلفين الزيدية ص ٧١٦، وملحق البدر الطالع لمحمد بن محمد زبارة ص ١٧١.

(٢) الروضة في الفقه، للفقيه سليمان بن ناصر السحامي (ت: ٥٦٦ هـ).

(٣) في (الأصل، ج): في الزوائد.

(٤) في (ش): زال.

(٥) المهذب ١/ ٤٦.

(٦) البحر الزخار ١/ ٢٨.

(٧) انظر: البحر الزخار ١/ ٣٢، والانتصار ١/ ٢٥٣ وذكر أنه محكي عن القاسم، حكاه عنه النيروسي.

(٨) انظر: عيون المجالس ١/ ١٦٠، وبداية المجتهد ١/ ٢٤.