تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب المياه

صفحة 293 - الجزء 1

  لأن استهلاك مال الغير لا يجوز في مثل هذه الصورة، وهو لا يأمن أن الذي ظنه مباحًا هو المغصوب، فيكون مستهلكًا لمال الغير وملزمًا له اجتهاده، وذلك لا يجوز.

  وإنما خُصَّ الهادوي؛ لأن القاسمي لا يحتاج إلى التحري؛ لأنه لا يقول بنجاسة القليل إلاَّ إذا غيرت النجاسة أحد أوصافه كما تقدم، وحينئذٍ يتميز المتنجس عن غيره؛ ولأن من العلماء من لا يقول بالتحري، ولو زادت آنية الطاهر بل يجب العدول إلى التيمم مطلقًا.

  قيل: حكاه في الزوائد عن الناصر في أحد قوليه، ورواه عن علي #، وعلي بن الحسين⁣(⁣١)، والباقر، والصادق⁣(⁣٢)، وموسى بن جعفر⁣(⁣٣)، وعلي بن موسى⁣(⁣٤)، وأحمد بن عيسى⁣(⁣٥)،

  وأبي طالب، والإمامية، وداود، ومالك⁣(⁣٦). وأما شروط التحري فهي أربعة


(١) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي القرشي، أبو الحسن الملقب بزين العابدين، كان يضرب به المثل في الحلم والورع، يقال له: علي الأصغر؛ للتمييز بينه وبين أخيه علي الأكبر، ولد في المدينة سنة (٨٣ هـ) قال بعض أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السر إلا بعد موت زين العابدين، توفي بالمدينة سنة (٩٤ هـ) وليس للحسين السبط عقب إلا منه. انظر: الأعلام ٤/ ٤٢٧٦.

(٢) في (ب): والصادق والباقر.

(٣) موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الكاظم، روى عن أبيه جعفر بن محمد، وعبد الله بن دينار، كان ثقة صدوقًا، إمام من أئمة المسلمين، حبسه المهدي العباسي ثم أطلقه لرؤيا رآها، وأخذ عليه موثقا بعدم الخروج على الحكم، ثم حبسه هارون الرشيد إلى أن مات في السجن سنة ١٨٣ هـ. انظر: الجرح والتعديل ٨/ ١٣٩ رقم (٦٢٥)، وتاريخ بغداد ١٣/ ٢٧ رقم (٦٩٨٧)، وتهذيب الكمال ٢٩/ ٤٣ رقم (٦٢٤٧)، وسير أعلام النبلاء ٦/ ٢٧٠، والميزان ٣/ ٢٠٩ رقم (١٨٣٥)، وتهذيب التهذيب ١٠/ ٣٠٣ رقم (٧٢٧٤).

(٤) علي بن موسى: هو الإمام أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، روى عن أبيه، وعن عبيد الله بن أرطأة بن المنذر، أجمع أهل البيت على إمامته، توفي سنة (٢٠٣ هـ) وله من العمر (٥٥) سنة، ومشهده بطوس. انظر: تهذيب الكمال ٢١/ ١٤٨ رقم (٤١٤١)، والتحف شرح الزلف ص ١٥٠، والشافي ١/ ٢٦٥.

(٥) أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين علي بن أبي طالب، ولد سنة (١٥٧ هـ)، من عظماء أئمة الزيدية فقهًا وعلمًا وشجاعة وورعًا وزهدًا، ودراية بالحديث، حج ثلاثين مرة ماشيا، سجنه الرشيد، وخرج من السجن، وظل مختفيًا حتى مات سنة (٢٤٧ هـ). انظر: لوامع الأنوار ١/ ٤٢١، والتحف شرح الزلف ص ١٣٩، والأعلام ١/ ١٩٢، ورأب الصدع ٣/ ١٦٨١.

(٦) انظر: الناصريات ص ٨١، وعيون المجالس ١/ ٢٠٦، وجامع المقاصد في شرح القواعد، تأليف المحقق الثاني الشيخ علي بن الحسين الكركي (ت: ٩٤٠ هـ) - تحقيق: مؤسسة آل البيت $ لإحياء التراث - ط ١ (١٤١١ هـ - ١٩٩١ م) ١/ ١٥١. ومذهب الحنابلة أنه لا يتحرى عند اشتباه الطاهر بالنجس ويتيمم. وعن أحمد أنه يتحرى إذا كانت أواني الطهور أكثر. انظر: الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف ١/ ٧١، ٧٢.