القسم الأول: القسم الدراسي
  التفسير(١)، بل إنه كان يملأ فم الطالب المتفوق ذهبًا(٢).
  وقد بنى الإمام شرف الدين المدارس العلمية المشهورة، التي تُدعى كل واحدة منها بمدرسة الإمام شرف الدين، وكل واحدة منها تحتوي على مسجد واسع للصلاة، ومقصورة في مؤخرة المسجد للعلماء والمتعلمين، مع بناء غرف صغيرة في ساحة المسجد الخارجة عنه تسمى المنازل لسكنى المهاجرين من طلبة العلم الشريف، وجعل في كل مدرسة من المعلمين ما تحتاج إليه، ووقف عليهم ما يغني لمرتباتهم اللازمة. أما المدارس فهي: مدرسة صنعاء: وتقع في الميدان المجاور لقصر السلاح، وكان اسمها القديم الأزهر، ومدرسة ذمار: وهي معروفة، ويطلق عليها باسم الجامع، وتقع في أحسن موقع في مدينة ذمار. قلت: وهي ما تعرف اليوم بالشمسية نسبة إلى شمس الدين بن شرف الدين. ومدرسة كوكبان: وتقع على مشارف المدينة في حصن كوكبان من جهة الشمال الغربي. ومدرسة ثلاء: وتقع على مشارف المدينة في الجهة الجنوبية. قلت: وما زالت آثارها باقية، إلا أنها خالية من العلم والعلماء. ومدرسة حجة: وتقع في منطقة حورة إلى الغرب من مدينة حجة، وقد بنى محلها الإمام أحمد حميد الدين(٣) جامع حورة. ومدرسة السودة، ومدرسة ظفير حجة(٤)، وغيرها.
(١) قال في مطلع البدور ومجمع البحور في تراجم رجال الزيدية، للقاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال (ت: ١٠٩٢ هـ) - مركز أهل البيت للدراسات الإسلامية - صعدة - ط ١ (١٤٢٥/ ٢٠٠٤ م) ٤/ ٣٩٨: ولما وصل إلى الإمام شرف الدين نوّه بذكره، وأعلنه، وأمر أن يطاف به في المشاهد والمدارس بالطبول خانات، مع أعيان الفضلاء والعلماء، وقال: وله التفسير الجامع، بين الرواية والدراية، جمع فيه بين تفسير الزمخشري وتفسير العلامة ابن كثير؛ فكان مقنعا في علمه. قال: ورأيت بخط ولده عبد العزيز أن الإمام شرف الدين أمر بزفافه في المشاهد كما وصفنا في شرح الأثمار، غير أني لم أر ذلك مكتوبًا في شرح الأثمار، وأما التفسير فرأيت بخط ولده المذكور، وهو من العلماء الكبار، وهو من الجلة الخيار. اهـ.
(٢) ينظر: مقدمة ابتسام البرق شرح منظومة القصص الحق في سيرة خير الخلق ÷ ص ١٨، لمحمد بن يحيى بهران - مكتبة غمضان - ط ١ (١٣٩٣ هـ/١٩٧٣ م).
(٣) أحمد بن يحيى بن محمد حميد الدين، ولد سنة ١٣١٣ هـ وولي الإمامة سنة ١٣٨٧ هـ /١٩٤٨ م حتى توفي سنة ١٣٨١ هـ - ١٩٦٢ م، وله نظم الأحاديث المسلسة وشرحه، ونصيحة إلى العرب وأرجوزة هاجم فيها الاشتراكية والتأميم، وبعض القصائد، والاختيارات. ينظر: أعلام المؤلفين الزيدية ص ٢٠٥، والأعلام ١/ ٢٧١.
(٤) ينظر: مقدمة ابتسام البرق ص ١٨.