تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب المياه

صفحة 313 - الجزء 1

  كذلك فيما كان أصله في قرار الماء من معدن أو غيره. وقيل: لا يكون أي ذلك مطهرًا؛ لأنه طارٍ في هذه الصورة.

  الطُّحلب: بضم الطاء هو الخضرة التي تعلو بالماء، لا ما قيل: إنه نبت يعلو الماء، له ورق صغار⁣(⁣١)، فذلك يقال له: عَرْمَضُ⁣(⁣٢) كما هو في بيت امرئ القيس⁣(⁣٣):

  تَيَمَّمَتِ العَينَ التي جنب ضَارِجٍ ... يَفِيءُ عليها الظِّلَّ عَرْمَضُها طامي⁣(⁣٤)

[حكم ما إذا تغير الماء بموت حيوان لا يعيش إلا فيه]

  الفائدة الرابعة: حيث تغير الماء بموت حيوان لا يعيش إلاَّ فيه

  أما الذي لا دم له سائل فلا ينجسه، وكذا السمك على الأصح.

  وعن الناصر والحنفية: أن الماء لا ينجس بموت ما لا يعيش إلاَّ فيه، وإن كان ذا دم⁣(⁣٥).

  وعن الشافعي: لا ينجس بميتة المأكول من حيوان الماء، وينجس بميتة غير المأكول منه مطلقًا⁣(⁣٦).

  قيل: فلو تفسخت أجزاء السمك الطافي في الماء - صح التطهر به وحرم شربه، وكذلك يحرم شرب الماء بدوابه الصغار كالقملة، ويجوز استعمال الماء الذي هي فيه بالتطهر وغيره وإن هلكت⁣(⁣٧).


(١) انظر: لسان العرب ١/ ٥٥٦، مادة: طحلب.

(٢) انظر: لسان العرب ٧/ ١٨٧، مادة: عرمض.

(٣) امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار ابن عمرو بن الحارث الكندي، واسمه حُندُج بن حُجر، وامرؤ القيس لقبه، وبه شهر، ولقب بالملك الضليل، ويكنى أبا وهب، وأبا زيد، وأبا الحارث، وذا القروح، شاعر يماني الأصل، ولد بنجد أو بمخلاف السكاسك باليمن، من شعراء الطبقة الأولى الجاهليين، توفي قبل سنة ٨ قبل الهجرة. انظر: ديوانه ص ١٦، بتحقيق محمد رضا مروة - الدار العالمية - بيروت - لبنان - ط ١ (١٤١٣ هـ/١٩٩٣ م)، والأعلام ١/ ١١، والشعر والشعراء، لابن قتيبة ١/ ١٠٥، تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر - دار الحديث - القاهرة - ط ٢ (١٤١٨ هـ/١٩٩٨ م).

(٤) ديوان امرئ القيس ص ٣٩. وذكر البيت فيه بلفظ: تيممت العين التي عند ضارج.

(٥) انظر: البحر الزخار ١/ ٣٠، والهداية شرح بداية المهتدي ١/ ٢٢، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ١٢٢، ومختصر الطحاوي ص ١٦، والأوسط في السنن والإجماع والاختلاف ١/ ٢٨٣.

(٦) انظر: المهذب ١/ ٤٢، والمجموع ١/ ١٨٣.

(٧) شرح الأزهار ١/ ٣٩.