باب [آداب قضاء الحاجة]
  وعن أبي هريرة قال: اتبعت النبي ÷ وقد خرج لحاجته، فكان لا يلتفت، فدنوت منه فقال: «ابغني(١) أحجارًا أستنفض بها(٢) - أو نحوه - ولا تأتني بعظم ولا روثة»، فأتيته بأحجار بطرف ثيابي فوضعتها إلى جنبه وأعرضت عنه، فلما قضى [حاجته](٣) اتبعته بهن. أخرجه البخاري(٤)، وحديث ابن مسعود: أتى النبي ÷ الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، وقد تقدم.
  [كيفية الاستجمار]
  وأما كيفية الاستجمار: فقيل: يمر حجرًا على الصفحة اليمنى، والثاني على اليسرى، والثالث على المسربة؛ لما رواه الدارقطني وغيره من حديث أُبَيِّ بن عباس بن سهل بن سعد(٥) عن أبيه(٦) عن جده(٧) قال: سئل رسول الله ÷
= مسلم ١/ ٢٢٣ رقم ٢٦٢، كتاب الطهارة - باب الاستطابة، وأبو داود ١/ ١٧ رقم (٧)، كتاب الطهارة - باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، والترمذي ١/ ٢٤ رقم (١٦)، كتاب الطهارة - باب الاستنجاء بالحجارة. قال أبو عيسى: وحديث سلمان في هذا الباب حديث صحيح، والنسائي ١/ ٣٨ رقم (٤١)، كتاب الطهارة - باب النهي عن الاكتفاء في الاستطابة بأقل من ثلاثة أحجار، ومسند أحمد بن حنبل ٩/ ١٨١ رقم (٢٣٧٨٠)، والمعجم الكبير ٦/ ٢٣٤ رقم (٦٠٨٢)، ومصنف ابن أبي شيبة ١/ ١٤٠ رقم (١٦١٤)، باب من كره أن يستنجي بيمينه، والبيهقي ١/ ٩١، كتاب الطهارة - باب النهي عن استقبال القبلة واستدبارها بغائط أو بول.
(١) في (ب): أبغ.
(٢) أستنفض: أستنج وأنظف نفسي من الحدث.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ب، ج).
(٤) أخرجه البخاري ٣/ ١٤٠١ رقم (٣٦٤٧)، كتاب فضائل الصحابة - باب ذكر الجن، والبيهقي ١/ ١٠٧، كتاب الطهارة - باب الاستنجاء بما يقوم مقام الحجارة في الإنقاء دون ما نهي عن الاستنجاء به، وشرح معاني الآثار ١/ ١٢٤ رقم ٧٥٥، كتاب الطهارة - باب الاستجمار بالعظام.
(٥) أُبَي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي الأنصاري المدني، روى عن أبيه، وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وروى عنه معن بن عيسى، وزيد بن حباب العكلي، وعتيق بن يعقوب الزبيري، ضعفه ابن معين، وقال أحمد بن حنبل: منكر الحديث، وقال النسائي والدولابي: ليس بالقوي. ينظر: ميزان الاعتدال ١/ ٢٧ رقم (٢٦٦)، والتاريخ الكبير ٢/ ٤٠ رقم (١٦١٧)، والجرح والتعديل ٢/ ٢٩٠ رقم (١٠٦٠).
(٦) عباس بن سهل بن سعد الساعدي الأنصاري، المدني، سمع أباه، وأدرك أبا حميد، أحد ثقات التابعين، كان مولده في نحو سنة ٢٥ هـ في أول خلافة عثمان، وثقه يحيى بن معين وغيره، وقد آذاه الحجاج وضربه واعتدى عليه؛ لكونه كان من أصحاب ابن الزبير، توفي قريبا من سنة ١٢٠ هـ بالمدينة. ينظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٦١ رقم (١٢٠)، والتاريخ الكبير ٧/ ٣ رقم (٣)، والجرح والتعديل ٦/ ٢١٠ رقم (١١٥٣).
(٧) سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة الساعدي الأنصاري، يكنى أبا العباس، له ولأبيه صحبة، رأى النبي ÷ وهو ابن خمس عشرة سنة، قيل: كان اسمه حزنا فغيره النبي ÷، وكان أبوه من الصحابة الذين توفوا في حياة النبي ÷، =