كتاب الطهارة
  وعن زيد بن علي وأكثر العلماء: بل ذلك(١) مقدر(٢)؛ لما ورد عن أم عمارة(٣) أن النبي ÷ توضأ فأتي بإناء فيه ماء قدر ثلثي المد. أخرجه أبو داود(٤).
  وأخرج أيضًا عن عائشة وجابر قالا: كان النبي ÷ يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد(٥).
  وأخرج مسلم نحو ذلك من رواية سفينة(٦) مولى النبي ÷(٧)، وفي رواية لأبي داود عن أنس قال: كان رسول الله ÷
(١) في (ج): وأكثر العلماء أن ذلك.
(٢) الانتصار ١/ ٧٢٩، والبحر الزخار ١/ ٦٨، البحر الرائق ١/ ١٢٠، والإنصاف ١/ ٢٥٨، والمعونة ١/ ٩٥.
(٣) أم عمارة: نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول، الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية. صحابية، اشتهرت بالشجاعة، شهدت ليلة العقبة، وأحدا، والحديبية، ويوم حنين، ويوم اليمامة، وجاهدت، وفعلت الأفاعيل، وقطعت يدها في الجهاد. سمعت من رسول الله ÷ أحاديث. وكانت تخرج إلى القتال، فتسقي الجرحى وتقاتل، وأبلت يوم أحد بلاءا حسنا، وجرحت اثني عشر جرحا، بين طعنة رمح وضربة سيف، وكانت ممن ثبت مع رسول الله حين تراجع الناس، تزوجها في الجاهلية زيد بن عاصم المازني، ومات عنها فتزوجها غزية بن عمر المازني. كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين، وكان أخوها عبد الرحمن من البكائين. كان رسول الله إذا حدث عن يوم أحد وذكر " أم عمارة " يقول: «ما التفت يمينا ولا شمالا إلا رأيتها تقاتل دوني». روى لها الجماعة. ينظر: سير أعلام النبلاء ٢/ ٢٧٨ رقم (٥٠)، وتهذيب الكمال ٣٥/ ٣٧٢ رقم (٧٩٩٣)، والأعلام ٨/ ١٩.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب ما يجزئ من الماء في الوضوء ص ٣٤ رقم (٩٤)، والبيهقي في سننه، كتاب الطهارة - باب استحباب أن لا ينقص الوضوء من مد ولا في الغسل من صاع ١/ ١٩٦ رقم (٨٩٥).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة وغسل الرجل والمرأة في إناء واحد في حالة واحة، وغُسْلِ أحدهما بفضل الآخرة ص ١٨٠ رقم (٣٢٦)، والبيهقي في سننه، كتاب الطهارة - باب استحباب أن لا ينقص في الوضوء من مد ولا في الغسل من صاع ١/ ١٩٥ رقم (٨٨٧)، وأبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب ما يجزئ من الماء في الوضوء ص ٣٤ رقم (٩٢)، وأحمد في مسنده ٦/ ٢١١٨ رقم (٢٥٨٧٨).
(٦) سفينة أبو عبد الرحمن، يقال: كان اسمه مهران، وقيل: رومان، وقيل: قيس، كان عبدا لأم سلمة زوج النبي ÷ فأعتقته وشرطت عليه أن يخدم النبي ÷ حياته. قيل: إنه حمل مرة متاع الرفاق، فقال له النبي ÷: «ما أنت إلا سفينة» فلزمه ذلك، حديثه مخرج في الكتب سوى صحيح البخاري. ينظر: تهذيب الكمال ١١/ ٢٠٤ رقم (٢٤٢٠)، وسير أعلام النبلاء ٣/ ١٧٣ رقم (٢٩)، والاستيعاب ٢/ ٢٤٣ رقم (١١٤٠)، وأسد الغابة ٢/ ٥٠٣ رقم (٢١٣١).
(٧) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة وغسل الرجل والمرأة في إناء واحد في حالة واحدة، وغُسْلِ أحدهما بفضل الآخر ١/ ١٧٧ رقم (٧٦٥).