كتاب الطهارة
  قلت: في سنن أبي داود والترمذي من رواية عثمان أن النبي ÷ توضأ مرتين مرتين وقال: «هو نور على نور»(١)، ولهما عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات»(٢). وقد ضعف بعضهم إسناده(٣).
  وعن أنس قال: كان النبي ÷ يتوضأ لكل صلاة، قيل له: كيف كنتم تصنعون؟ قال: يجزئ أحدنا الوضوء مالم يحدث، هكذا في رواية البخاري والترمذي، وللنسائي نحوه(٤).
  وعن قوم: يجب الوضوء لكل صلاة وإن كان المصلي على طهر(٥)؛ لقوله تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا} الآية(٦)، ولما سبق أن النبي ÷ كان يتوضأ لكل صلاة. ورد بأنه لم يفعل ذلك لوجوبه؛ بدليل حديث بريدة الأسلمي(٧) قال: كان رسول الله ÷ يتوضأ لكل صلاة،
(١) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الطهارة - باب ما جاء في الوضوء مرتين مرتين ص ١٥ رقم (٤٣). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن ثوبان عن عبد الله ابن الفضل، وهو إسناد حسن صحيح. وأبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب الوضوء مرتين ص ٤٠ رقم (١٣٦).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب أبواب الطهارة - باب ما جاء في كراهية الإسراف في الوضوء بالماء ص ١٩ رقم (٥٩)، قال: وهو ضعيف، وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب الرجل يجدد الوضوء من غير حدث ص ٢٩، ٣٠ رقم (٦٢)، وأخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب الطهارة وسننها - باب الوضوء على طهارة ص ٧٧ رقم (٥١٢)، وأخرجه البيهقي في سننه، كتاب الطهارة - باب تجديد الوضوء ١/ ١٦٢ رقم (٧٣٩).
(٣) ينظر: سنن الترمذي ص ١٩ رقم (٥٩) قال: وروى هذا الحديث الإفريقي، عن أبي غطيف، عن ابن عمر، عن النبي ÷ حدثنا بذلك الحسين بن حريث المروزي، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن الإفريقي، وهو إسناد ضعيف.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء - باب الوضوء من غير حدث ص ٥١ رقم (٢١٤)، وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الوضوء - باب ما جاء أنه يصلى الصلوات بوضوء واحد ص ١٩ رقم (٦١)، والنسائي في سننه، كتاب الوضوء - باب الوضوء لكل صلاة ١/ ٨٥ رقم (١٣١)، وأحمد في مسنده ٣/ ١٣٢ رقم (١٢٣٦٨).
(٥) وهو محكي عن أبي جعفر الطحاوي، وأبي الحسن بن بطال في شرح صحيح البخاري عن طائفة من العلماء. ينظر: المجموع ١/ ٤٩٥، والبحر الزخار ١/ ٧٨.
(٦) سورة المائدة: ٦.
(٧) بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج ... الأسلمي، أبو عبد الله، ويقال: أبو سهل، ويقال: أبو ساسان، ويقال: أبو الحصيب، والأول أشهر، من أكابر الصحابة، أسلم قبل بدر ولم يشهدها، وشهد خيبر، وفتح مكة، واستعمله النبي ÷ على صدقات قومه، وسكن المدينة، وانتقل إلى البصرة، ثم إلى مرو، ومات بها سنة ٦٣ هـ، له (١٧٦) حديثا، روى له الجماعة. ينظر: تهذيب الكمال ٤/ ٣٥ رقم (٦٦١)، وسير أعلام النبلاء ٢/ ٤٦٩ رقم (٩١)، والأعلام ٢/ ٥٠.