باب الوضوء
  ما ورد من ذلك ما رواه في الغيث عن علي أنه كان يقول عند القعود للاستنجاء: "اللهم إني أسألك اليمن والبركة، وأعوذ بك من السوء والهلكة، وعند ستر العورة: "اللهم حصن فرجي، واستر عورتي، ولا تشمت بي الأعداء"، وعند المضمضة والاستنشاق: "اللهم لقني حجتي، وأذقني عفوك، ولا تحرمني رائحة الجنة"، وعند غسل الوجه: "اللهم بيض وجهي يوم تسود الوجوه، ولا تسود وجهي يوم تبيض الوجوه"، وعند غسل اليد اليمنى: "اللهم أعطني كتابي بيميني والخلد بشمالي"، وعند غسل الشمال: "اللهم لا تؤتني كتابي بشمالي، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي"، وعند التغشي: "اللهم غشني برحمتك فإني أخشى عذابك، اللهم لا تقرن ناصيتي إلى قدمي، واجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأعتق رقبتي من النار"، وعند غسل القدمين: "اللهم ثبت قدميَّ على صراطك المستقيم". انتهى(١).
  وأما الذكر بعده فقد ورد في الأحاديث الصحيحة كما في صحيح مسلم: «من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»(٢). زاد الترمذي بعد قوله: «ورسوله»: «اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين»(٣). ورواه أحمد وابن ماجة بلفظ: «من توضأ ثم قال ثلاث مرات»(٤)، واقتصر على التشهد كمسلم، وفي المستدرك للحاكم: [«من توضأ ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وأشهد أن لا إله إلا
(١) الحديث رواه الإمام أحمد بن عيسى في الأمالي ١/ ٢٠، والهادي في الأحكام ١/ ٤٩. قال في ضوء النهار ١/ ٢٢٧: والدعاء عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وعند اليد ... أخرجه ابن حبان من حديث أنس بإسناد رجاله ثقات إلا عباد بن صهيب، وقد قال أبو داود: صدوق، وقال أحمد: ما كان بصاحب كذب، وله شواهد عن حديث علي عند المستغفري في الدعوات من طرق ثلاث في كل منها ضعف، وعند ابن عساكر في أماليه، وصاحب الفردوس، ولم يضعف إلا بعدم لقاء الحسن لعلي، وهو مرسل، وعند المستغفري من حديث البراء، وإسناده واهٍ. قال ابن الملقن: الأحاديث فيها حسن، وفيها ضعيف.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب الذكر المستحب عقب الوضوء ص ١٥٤ رقم (٢٣٤)، وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب ما يقول الرجل إذا توضأ ص ٤٥ رقم (١٦٨)، وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب أبواب الطهارة - باب ما يقال بعد الوضوء ص ١٧، ١٨ رقم (٥٥)، وأخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب الطهارة وسننها - باب ما يقال بعد الوضوء ص ٧١ رقم (٤٧٠)، وأخرجه النسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب القول بعد الفراغ من الوضوء ص (٢٩) رقم (١٤٨).
(٣) سنن الترمذي، كتاب أبواب الطهارة - باب ما يقال بعد الوضوء ص ١٧، ١٨ رقم (٥٥).
(٤) سنن ابن ماجة، كتاب الطهارة - باب ما يقال بعد الوضوء ص ٧١ رقم (٤٦٩)، ومسند أحمد ابن حنبل ١/ ٢٣٠ رقم (١٣٨١٨).