كتاب الطهارة
وقيل: لا يكره ذلك لضعف هذا الحديث؛ ولما ثبت من(١) حديث ميمونة المتقدم والله أعلم.
قيل: ومن سنن الوضوء الاشتنان، وهو أن يأخذ بكفه قبضة من الماء عقيب غسل الوجه، وقيل: بعد كمال الوضوء فيفيضه على ناصيته حتى يسيل على وجهه(٢)؛ لحديث ورد في ذلك من رواية ابن عباس عن علي في صفة وضوئه حيث قال: ثم أخذ بيده قبضة من الماء فصبها على ناصيته فتركها تشتن على وجهه، ثم غسل ذراعيه ... الحديث رواه أبو داود(٣).
ومنها: ترك الإسراف في صب الماء؛ لما رواه ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله ÷ مر بسعد وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف»؟ فقال: أفي الوضوء سرف؟ قال: «نعم، وإن كنت على نهر جار»(٤).
ومما يستحب عقيب الوضوء صلاة ركعتين(٥)؛ لأحاديث في ذلك منها: ما رواه أبو داود، والنسائي عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله ÷: «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة»(٦). ولأبي داود عن زيد بن خالد الجهني(٧) أن رسول الله ÷
(١) في الأصل: ولما ثبت في حديث.
(٢) ينظر: الانتصار ١/ ٧٨١.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب الوضوء مرتين ص ٤٠ رقم (١٣٧)، وأخرجه البيهقي في سننه، كتاب الطهارة - باب المسح بالرأس ١/ ٥٨ رقم (٢٦٩).
(٤) أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب الطهارة - باب ما جاء في القصد في الوضوء وكراهة التعدي فيه ص ٦٦ رقم (٤٢٥)، وأحمد في مسنده ٢/ ٢٢١ رقم (٧٠٦٥)، وتلخيص الحبير ١/ ١٠١ رقم (١٢٠).
(٥) كما هو محكي عن الشافعي. ينظر: المجموع ١/ ٢١٢.
(٦) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة - باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة ص ١٦٤ رقم (٩٠١)، والنسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب ثواب من أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين ١/ ٩٥ رقم (١٧٨)، كتاب الطهارة - باب ثواب من أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين.
(٧) زيد بن خالد الجهني المدني، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو طلحة المدني، سكن المدينة، وشهد الحديبية، كان معه لواء جهينة يوم الفتح، روى عن النبي ÷، وعن عثمان بن عفان، وأبي طلحة الأنصاري، وعائشة أم المؤمنين، روى عنه بشر بن سعيد، وابنه خالد بن زيد بن خالد الجهني، وخلاد بن السائب بن خلاد، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، توفي في المدينة سنة ٧٨ هـ، وكان عمره ٨٥ سنة، روى له الجماعة. ينظر: تهذيب الكمال ١٠/ ٦٣ رقم (٢١٠٤)، وأسد الغابة ٢/ ٣٥٥ رقم (١٨٣٢)، والاستيعاب ٢/ ١١٩ رقم (٨٥٠)، والإصابة ١/ ٥٤٧ رقم (٢٨٩٥).