تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب الوضوء

صفحة 431 - الجزء 1

  وندب أيضا نظافة الثياب؛ لما مر، وإزالة الأوساخ من معاطف الأذن والصماخ⁣(⁣١) والمآقين⁣(⁣٢) وهما مخصر العين، والسامغين⁣(⁣٣) وهما طرفا مفتح الفم، وظهور الأصابع، وداخل الأنف، وإزالة قلح الأسنان، وحَرْح⁣(⁣٤) اللسان؛ لما روي أن النبي ÷ استطبأ الوحي، فلما هبط عليه جبريل # قال: «كيف ينزل عليكم وأنتم لا تغسلون براجمكم،⁣(⁣٥) ولا تنظفون روائحكم، وأنتم قلح لا تستاكون، مُرْ أمتك بذلك» هكذا في الانتصار⁣(⁣٦)، ولفظه في الشفاء: «كيف لا يحبس الوحي وأنتم لا تقلمون أظفاركم ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون براجمكم»⁣(⁣٧) أي معاطف ظهور الأنامل. وكذا تنظيف جملة البدن؛ لقوله تعالى: {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}⁣(⁣٨).

  وعن ابن المسيب قال: إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا - أراه قال: - أخبيتكم ولا تشبهوا باليهود. قال الراوي: فذكرت ذلك لمحمد بن مسمار⁣(⁣٩) ...............................................


= وابن حبان في صحيحه، كتاب الزينة والتطيب ١٢/ ٢٩٤ رقم (٥٤٨٣).

(١) الصماخ من الأذن: الخُرق الباطن الذي يفضي إلى الرأس، أو هو ثقب الأذن. لسان العرب ٣/ ٣٤، مادة صمخ.

(٢) والماقُ والمُوق: طرف العين الذي يلي الأنف، واللحاظ: مؤخر العين مما يلي الصدغ، والجمع: لُحظٌ. لسان العرب ٧/ ٤٥٨، مادة لحظ.

(٣) السامغان: جامعا الفم تحت طرفي الشارب من عن يمين وشمال. لسان العرب ٨/ ٤٣٥، مادة: سمغ.

(٤) في النسخ بالمهملات ولعل العبارة خرج اللسان وقد فسر ذلك في نسخة مخطوطة من البحر الزخار بالريق المتعقد وفي البحر الزخار.

(٥) بَرَاجِمَكُمْ: هي عُقُدُ الأصابع التي تظهر عند ضم الكف. ينظر: غريب الحديث، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي - دار الكتب العلمية - بيروت - ط ١ (١٩٨٥ هـ)، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي ١/ ٦٣، باب الباء مع الراء.

(٦) الانتصار ١/ ٨٥٤، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، باب ما ذكر في السواك ١/ ١٥٧ رقم (١٨٠٥).

(٧) شفاء الأوام ١/ ٧٠، باب سنن الوضوء واستحبابه، وأخرجه أحمد في مسنده ١/ ٢٤٣ رقم (٢١٨١)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب الطهارة - باب في تقليم الأظفار وغير ذلك ٥/ ١٦٧: فيه ابو كعب مولى ابن عباس. قال أبو حاتم: لا يعرف إلا في هذا الحديث.

(٨) سورة البقرة: ٢٢٢.

(٩) هكذا في النسخ، ولعله التبس بمحمد بن مسمار البصري، والذي في سنن الترمذي ٥/ ١١١ رقم (٢٧٩٩)، ومسند أبي يعلى ٢/ ١٢٢ رقم (٧٩١)، ومسند البزار ٣/ ٣٢٠ رقم (١١١٤): فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار. وهو مهاجر بن مسمار القرشي الزهري المدني، مولى سعد بن أبي وقاص، من كبار أتباع =