باب الوضوء
  وندب أيضا نظافة الثياب؛ لما مر، وإزالة الأوساخ من معاطف الأذن والصماخ(١) والمآقين(٢) وهما مخصر العين، والسامغين(٣) وهما طرفا مفتح الفم، وظهور الأصابع، وداخل الأنف، وإزالة قلح الأسنان، وحَرْح(٤) اللسان؛ لما روي أن النبي ÷ استطبأ الوحي، فلما هبط عليه جبريل # قال: «كيف ينزل عليكم وأنتم لا تغسلون براجمكم،(٥) ولا تنظفون روائحكم، وأنتم قلح لا تستاكون، مُرْ أمتك بذلك» هكذا في الانتصار(٦)، ولفظه في الشفاء: «كيف لا يحبس الوحي وأنتم لا تقلمون أظفاركم ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون براجمكم»(٧) أي معاطف ظهور الأنامل. وكذا تنظيف جملة البدن؛ لقوله تعالى: {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}(٨).
  وعن ابن المسيب قال: إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا - أراه قال: - أخبيتكم ولا تشبهوا باليهود. قال الراوي: فذكرت ذلك لمحمد بن مسمار(٩) ...............................................
= وابن حبان في صحيحه، كتاب الزينة والتطيب ١٢/ ٢٩٤ رقم (٥٤٨٣).
(١) الصماخ من الأذن: الخُرق الباطن الذي يفضي إلى الرأس، أو هو ثقب الأذن. لسان العرب ٣/ ٣٤، مادة صمخ.
(٢) والماقُ والمُوق: طرف العين الذي يلي الأنف، واللحاظ: مؤخر العين مما يلي الصدغ، والجمع: لُحظٌ. لسان العرب ٧/ ٤٥٨، مادة لحظ.
(٣) السامغان: جامعا الفم تحت طرفي الشارب من عن يمين وشمال. لسان العرب ٨/ ٤٣٥، مادة: سمغ.
(٤) في النسخ بالمهملات ولعل العبارة خرج اللسان وقد فسر ذلك في نسخة مخطوطة من البحر الزخار بالريق المتعقد وفي البحر الزخار.
(٥) بَرَاجِمَكُمْ: هي عُقُدُ الأصابع التي تظهر عند ضم الكف. ينظر: غريب الحديث، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي - دار الكتب العلمية - بيروت - ط ١ (١٩٨٥ هـ)، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي ١/ ٦٣، باب الباء مع الراء.
(٦) الانتصار ١/ ٨٥٤، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، باب ما ذكر في السواك ١/ ١٥٧ رقم (١٨٠٥).
(٧) شفاء الأوام ١/ ٧٠، باب سنن الوضوء واستحبابه، وأخرجه أحمد في مسنده ١/ ٢٤٣ رقم (٢١٨١)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، كتاب الطهارة - باب في تقليم الأظفار وغير ذلك ٥/ ١٦٧: فيه ابو كعب مولى ابن عباس. قال أبو حاتم: لا يعرف إلا في هذا الحديث.
(٨) سورة البقرة: ٢٢٢.
(٩) هكذا في النسخ، ولعله التبس بمحمد بن مسمار البصري، والذي في سنن الترمذي ٥/ ١١١ رقم (٢٧٩٩)، ومسند أبي يعلى ٢/ ١٢٢ رقم (٧٩١)، ومسند البزار ٣/ ٣٢٠ رقم (١١١٤): فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار. وهو مهاجر بن مسمار القرشي الزهري المدني، مولى سعد بن أبي وقاص، من كبار أتباع =