القسم الأول: القسم الدراسي
  ومن شعره في رثاء السيد علي بن شمس الدين بن الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى المتوفى سنة (٩٢٧ هـ).
  إِيهٍ عَلَى فَقْدِ مَنْ أَضْحَتْ مُزَخْرَفَةً ... لَهُ الجِنَانُ وَقَدْ صُفَّتْ لَهُ السُّررُ
  وَصَافَحَتْهُ بِهَا الحُورُ الحِسَانُ وَقَدْ ... جَاءَتْ لِخِدْمَتِه الوِلْدَانُ تَبْتَدِرُ
  فَكَيْفَ نَبْكِي عَلَيْهِ وَهُوَ فِي فَرَحٍ ... لاَ غَمَّ فِيهِ وَلاَ في صَفْوِهِ كَدَرُ
  هُوَ السَّعِيدُ بِلاَ شَكٍ وَلاَ رِيَبٍ ... لَهُ فَضَائِلُ شَتَّى لَيْسَ تَنْحَصِرُ
  كَانَتْ تَبِينُ لَنَا الدُّنْيَا بِطَلْعَتِهِ ... عِنْدَ الْخُطُوبِ وَيُسْتَسْقَى بِهِ المَطَرُ
  بَرٌّ تَقِيٌّ نَقِيٌّ فاضلٌ ورعٌ ... جَلِيسُهُ الذِّكْرُ وَالآيَاتُ وَالسُّوَرُ
  مَا زَالَ يَحْتَقِرُ الدُّنْيَا وَزَهْرَتَهَا ... حَتَّى تَسَاوَى لَدِيهِ التِّبْرُ وَالحَجَرُ
  لاَ فَارَقْتْ رَحْمَةُ الرَّحْمَنِ مَضْجَعَهُ ... وَلاَ عَدَاهُ مُلِتُّ القَطْرِ مُنْهَمِرُ(١)
  ومن شعرٍ له لما بات بهجرة حوث متوجهًا إلى حضرة الإمام، في ذي القعدة سنة (٩٠٧ هـ) ; فأكرمه السادة الحسينيون أولاد الإمام يحيى بن حمزة، والمشائخ من آل الرصاص فقال:
  أَقَمْنَا بِحُوثٍ بَعْضَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... فَلِلَّهِ حُوثٌ مِنْ مَحلٍ مُكَرَّم
  وَهِجْرةُ عِلْمٍ فَازَ بِالسَّبْقِ أَهلُهَا ... وفَاَقَتْ وَرَاقَتْ نَاظِر المُتَوَسِّم
  بِهِ سَادَةٌ مِنْ آلِ طَهَ كَأَنَّهُمْ ... نُجُومٌ مُنِيرَاتٌ عَلَى إِثْرِ أنْجُم
  جَحَاجِحَةٌ شُمُّ الأُنُوفِ أَعِزَّةٌ ... كِرَامٌ لَهُمْ فَضْلٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِم
  وَفِيهَا قُضَاةٌ جُلَّةٌ وَمَشَائِخُ ... لَهُمْ دَرَجَاتٌ فِي العُلا وَالتَّقَدُّم
  وله قصيدة إلى شيخه السيد المرتضى بن القاسم ¦:
  سَرَى وَجَلَى عَنْ مُقْلَةِ الهَائِمِ الغَمْضُ ... عَشِيَّةَ حَنَّ الرَّعْدُ وَابْتَسَمَ الوَمْضُ
  وَأَسْبَلَ جَفْنُ الغَيْمِ وَاكفَ دَمْعِه ... عَلَى صَحْن خَدِ الأفقِ فَاهْتَزَّتِ الأَرْضُ
  وَلاَعَبَتِ الأَغْصَانَ وهنًا يَدُ الصِّبا ... فَأْصْبَحَ يَحْكِي السُّنْدسَ الوِرْقُ الغضُّ
  بِرَوْضٍ أَرْيَضٍ سَاطِعٌ نُورُ نَوْرِه ... بِهِ الزَّهْرُ مُصْفرٌّ وَقَانٍ وَمُبْيَضٌّ
(١) انظر: المراجع السابقة.