القسم الأول: القسم الدراسي
  فَالْيَوْمَ لاَ أَحَدٌ لِي عِنْدَهُ أَدَبٌ ... وَلاَ فَتًى أَبَدًا ذُو حَاجَةٍ قَبْلِي
  إِنْ قلتُ كُنْتُ لِحَقٍّ قَائِلاً وَإِنْ ... عَمَرْتُ فَلَنْ أُصْغِي إِلَى عَذِل
  وَفِي الفُؤَادِ أُمُورٌ لاَ أَبُوحُ بِهَا ... مَا قَرَّبَ النَّايُ أَيْدِي الخَيْلِ وَالإِبِل
  فَإِنْ أَمُتْ فَلَقَدْ أَعْذَرْتُ فِي طَلَبٍ ... وَإِنْ تَعَمَّرْتُ لاَ أُصْغِي إِلَى عَذَل
  تَمَّتْ بِرَسْمِ أَخٍ مَا زَالَ يَسْأَلُنِي ... إِنْشَاءَهَا أَبَدًا في الصُّبْحِ وَالطَّفَل
  فَقُلْتُهَا لأَدَي مَفْروضِ طَاعَتِهِ ... وَالقَلْبُ فِي شَغَرٍ نَاهِيكَ مِنْ شَغَر
  وَلَمْ أُبَالِغْ فِي تَفْو ِيفِ(١) أَكْثَرِهَا ... وَلاَ ذَكَرْتُ نَهَائِيًّا مِنَ الغَزَل
  لِكِنَّهَا حِكَمٌ مَمْلُوءَةٌ هِمَماً ... تُغْنِي اللَّبِيبَ عَنِ التَّفْصِيلِ وَالْجُمَل
  بِذِي الغَبَاوَةِ مِنْ إِنْشَادِهَا ضَرَرٌ ... كَمَا يَضُرُّ نَسِيمُ المِسْكِ بِالجُعَل
  ثُمَّ الصَّلاَةُ عَلَى أَزْكَى الوَرَى حَسَباً ... «مُحَمَّدٍ» وَأَمِيرِ النَّحْلِ خَيْرِ «وَلِي»
  مَا أَوْمَضَ البَرْقُ فِي الدَّيْجُورِ مُبْتَسِماً ... وَمَا سَفَحَتْ دُمُوعُ العَارِضِ الهَطِل
  وله ¦ في بدائع صنع الله وخلقه للإنسان، وتفضله عليه بالنعم:
  بَدَائِعُ صُنْعِ اللهِ فِيكَ عَجِيبُ ... وَإِحْسَانُهُ الْمَعْهُودُ مِنْكَ قَرِيبُ
  وَفِي كُلِّ عُضْوٍ فِيكَ للهِ نِعْمَةٌ ... وَمِنْ حِفْظِهِ مِنْهَا عَلَيْكَ رَقِيبُ
  أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْشَاكَ نُطْفَةً ... فَخَالَطَهَا - مِمَّا عَلِمْتَ - حَبِيبُ
  فَصِرْتَ عِظَامًا بَعْدَ أَنْ كُنْتَ مُضْغَةً ... وَزَادَكَ مِنْ بَعْدِ الشَّبَابِ مَشِيبُ
  تَقَلَّبُ في يُسْرٍ وَعُسْرٍ وَصِحَّةٍ ... وَسُقْمٍ فَلِلْحَالاَتِ فِيكَ نَصِيبُ
  وَإِنْ بَلَغَ السَّيْلُ الزًّبَى في مُلِمَّةٍ ... دَعَوْتَ سَمِيعًا قَادِرًا فُيُجِيبُ
  وَيَكْشِفُ عَنْكَ الغَمَّ بَعْدَ نُزُولِهِ ... لَعَلَّكَ مِنْ كَسْبِ الذُّنُوبِ تَتُوبُ
  فَلاَ تَبْتَئِسْ مِنْ فَضْلِ رَبِّكَ إِنَّهُ ... يُعِيدُ وُيُبْدِي فَضْلَهُ وَيُثِيبُ
  وَظُنَّ بِهِ خَيْرًا تَنَلْهُ وَتَوْبَةً ... رَجَاءً، فَرَاجِي اللهَ لَيْسَ يَخِيبُ(٢)
(١) في أئمة اليمن: ولم أبالغ في تنميق أكثرها.
(٢) انظر: مكنون السر في نحارير السر ص ٨٨ - ٩٠، وأئمة اليمن ١/ ٤٣٨، والمستطاب ٢/ ٩٧ - ٩٩، ومطلع البدور ٤/ ٤٠٢، والكاشف لذوي العقول ص ٧ - ٨.