باب الغسل
  كان جنبًا فلا ولا حرفًا(١). وقد تقدم حديث علي أن النبي ÷ لم يكن يحجزه عن القرآن شيء ليس الجنابة(٢).
  وعن داود الظاهري: تجوز التلاوة للجنب مطلقا(٣)؛ لما روي عن ابن عباس ® أنه كان يقرأ ورده من القرآن وهو جنب(٤).
  وعن ابن المسيب قال: قلت لابن عباس: أيقرأ الجنب القرآن؟ قال: نعم، أليس في صدره؟ حكى ذلك في الانتصار(٥).
  وفي جامع الأصول عن كتاب رزين أن ابن عباس لم ير بالقرآءة للجنب بأسا(٦).
  قلنا: فعل ابن عباس ليس بحجة.
  وعن مالك: تجوز له قراءة الآية والآيتين(٧)، ويدل عليه رواية زيد بن علي عن آبائه عن علي $ أنه قال: يقرأ الجنب والحائض الآية والآيتين، ويمسان الدرهم فيه اسم الله، ويتناولان الشيء من المسجد. حكاه في مجموع زيد بن علي(٨).
(١) شفاء الأوام ١/ ٩٤، باب الغسل، فصل في طرف من أحكام الجنب والجنابة، وعبد الرزاق في مصنفه ١/ ٣٣٦ رقم (١٣٠٦)، وأخرجه البيهقي في سننه، كتاب الطهارة - باب ذكر الحديث الذي ورد في نهي الحائض عن قراءة القرآن وفيه نظر ١/ ٩٠ رقم (٤٢٧).
(٢) شفاء الأوام ١/ ٩٦، وأبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب في الجنب يقرأ القرآن ص ٥٥ رقم (٢٢٩)، وابن ماجة في سننه، كتاب أبواب التيمم - باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة ص ٨٩ رقم (٥٩٤)، وأحمد في مسنده ١/ ١٢٤ رقم (١٠١١)، والبزار في مسنده ٢/ ٢٨٦ رقم (٧٠٨)، والبيهقي في سننه، كتاب الطهارة - باب نهي الجنب عن قراءة القرآن ١/ ٨٨ رقم (٤١٨).
(٣) المحلى بالآثار ١/ ٩٥، والانتصار ٢/ ٥٣.
(٤) ذكره في كتاب تغليق التعليق - باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت ٢/ ١٧٢، لأحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني (ت: ٨٥٣ هـ) - بيروت - عمان الأردن - تحقيق: سعيد عبد الرحمن موسى القزقي - ط ١ (١٤٠٥ هـ).
(٥) ينظر: مختصر اختلاف العلماء ١/ ٢٢١، والانتصار ١/ ٥٣، ٥٤.
(٦) البخاري في صحيحه، كتاب الحيض - باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت ص ٦٦ رقم (٣٠٢) الأوسط لابن المنذر ٢/ ٩٨، وينظر جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير، كتاب الطهارة، برقم (٥٣٤٦).
(٧) ينظر: عيون المجالس ١/ ١٢٢، وبداية المجتهد ونهاية المقتصد ١/ ٤٩، والمعونة على مذاهب على المدينة ١/ ١١٦: وفيه: ويجز أن يقرأ الآيات اليسيرة على وجه التعوذ.
(٨) مجموع الإمام زيد بن علي ص ٨٩، وأخرجه البيهقي في سننه، كتاب الطهارة - باب نهي الجنب عن قراءة القرآن ١/ ٨٩ رقم (٤٢١)، وابن أبي شيبة في مصنفه، باب من رخص للجنب أن يقرأ من القرآن ١/ ٩٧ رقم (١٠٨٨).